اهم الاخبار
الجمعة 14 فبراير 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الخوف آفة تسكن في جوف الأمة العربية .. مأوي لجرثومة الضلال والظلم

اخطر ما كتب علي الشرفاء : تكالبت علينا الامم تنهب ثرواتنا وتفسد علينا متعة الحياة.. وأصبحنا من خوف الذل في ذل

علي الشرفاء الحمادي
علي الشرفاء الحمادي

سيبقي الخوف هو اخطر آفة تعاني منها الامة العربية ، لقد بات الخوف يسكن في الجوف ، وأصبح اعظم مأوي لجرثومة الضلال والظلم ، فتكالبت علينا الامم ، ينهبون ارضنا وعرضنا ونحن في الخوف غارقون ، فلا يوجد وهم اكبر من آفة الخوف لانه يقود الناس من شر الي شر اسوأ ، وللأسف بدت امة العرب وكأنها " من خوف الفقر في فقر ، ومن خوف الذل في ذل " ، رغم ان الخوف لا يقي من الموت ولكنه يفسد متعة الحياة .

  • الخوف من الله يزيل الخوف من الناس

في ظل تلك البيئة المضطربة ، والتدهور الحاصل علي كل الجبهات العربية جراء ما تمر من مؤامرات ومخططات خبيثة ، تستهدف ضرب الامة في مقتل والاستيلاء علي مقدراتها وخيراتها وثرواتها وأراضيها تبرز مؤلفات المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي ، وبالأخص ما ورد في كتابه " ومضات علي الطريق " تحت عنوان : " متي يخلع العرب لباس الخوف " ، بدا فيه وكأنه يوجّه رسالة الي كل الامة العربية مفادها  : " ان الخوف من الله يزيل الخوف من الناس ، وان مفتاح التغيير الحقيقي هو التخلص من الخوف " .

  • كلمات الحمادي ما زالت حبر أخصر لم يجف

ورغم ان ما كتبه الحمادي يعود لسنوات طويله إلا انك عندما تقرأ ما كتب تشعر وكأنها كتبت اليوم ، فما زال مداد كلماتها حبر أخصر لم يجف ، الأمر الذي يكشف عن بعد النظر وعمق التحليل واستقراء الواقع بما يقود الي توقع المستقبل ، اذ يقول علي الشرفاء في كتابه ، " ومضات علي الطريق " ، ان ما يحدث في وطننا العربي من اضطراب في الفكر وتشتت في المواقف، لهو مخطط عدواني ينفذ بدقة عالية من خلال تضليل إعلامي يتبنى وجهة النظر الأمريكية ويقضي على المصلحة القومية العربية ، ويهدف إلى محو أصالة الأمة وتاريخها العريق وطمس الصفات العربية الأصيلة من شهامة وتمرد على الخوف، إلى حالة من التبلد في المشاعر وتوقف العقل عن التفكير المنطقي والانشغال بالأخطار التي تهددنا، حتى ندخل في دوامة لا قرار لها .

  • تبلد في المشاعر وشلل في العقل

ويبقي العقل العربي في حيرة، والفكر مضطرب ومشتت، فكلما أراد المواطن العربي البحث والسؤال عما يجري على الساحة العربية من أحداث غريبة، ليدرك ويفهم ما يتفاعل في نفسه، بين أصالة هذه الأمة وتاريخها في الشهامة والبطولة والتمرد على الخوف من جهة، وبين ما هو واقع يعيشه في الأقطار العربية من تبلد في المشاعر وشلل في العقل، وانشغال عما يتهددنا من أخطار حاضرًا ومستقبلًا من جهة أخرى.

  • التضليل في أجهزة الإعلام العربية

وكلما كاد المواطن العربي أن يصل إلى أعماق الأحداث وحقيقتها ودوافعها يجد نفسه وقد دخل في دوامة لا قرار لها، وذلك نتيجة لأساليب التضليل التي تبثها أجهزة الإعلام العربية، نقلًا عن دعايات أجنبية موجهة، أو بيانات عربية تبنت وجهة نظر أمريكية، لا تخدم المصلحة القومية بل تريد للأقطار العربية أن تستمر في غيبوبة الفكر، وتبلد المشاعر حتى تستطيع فيوضح النهار أن تستمر في نهب ثروات الأمة العربية واستنزاف خيراتها والتشكيك في قدرتها لتحقق في النهاية أمن إسرائيل الذى تعده الولايات المتحدة الأمريكية فوق مصالح الشعب الأمريكي وفوق كل الاعتبارات.

  • حرب نفسية لـ قوي القهر والغدر

ويشدد علي الشرفاء علي ان قوى القهر والغدر استخدمت وسائل الإعلام المختلفة والموجهة واستطاعت من خلال تنظيمها المحكم أن تتغلغل في أماكن اتخاذ القرار في أمريكا وأوروبا، فقامت بشن حرب نفسية منظمة تسعى بكل الوسائل الشيطانية إلى أن تجعل العرب يعيشون في جو من الشك والريبة والخوف من بعضهم .

  • سلاح الترويع والتخويف والتشكيك

موضحا أن تلك القوى الشريرة استطاعت أستخدام سلاح الترويع والتخويف والتشكيك أسلحة كي تحقق مآربها، وأن تجعل الإرهاب الفكري وسيلة لترسم صورة ذهنية في العقل العربي بأنها الأقرب لنا من أشقائنا، وأنها هي التي تحمي الأنظمة وترعى الأمن وتدعم الاستقرار مما يهددنا من جيراننا، وأنها هي التي تحمي الأنظمة وترعى الأمن وتدعم الاستقرار مما يهددنا من جيراننا، وأنها الأكثر حرصا على مصلحة أمتنا العربية، وبدا الأمر وكأن التاريخ يعيد نفسه .

  • إقتلاع جذور الخوف من الأعماق 

ويختتم علي الشرفاء بتوجيه رسالة صدق مخلصة الي كل الامة العربية قائلاً : علينا أن نؤمن بأنه لا يمكن أن يحل الغريب محل الشقيق، ولا يمكن للغريب أن يكون أكثر حرصاً من القريب ، فلنتوجه جميعاً بالدعاء إلى الله تعالى أن يجمع شمل أمتنا، ويضيء بصيرة قادتنا ويجعل التراحم والتسامح بينهم سبيلا للتلاقي والتعاون ، تعالوا نقتلع الخوف، تعالوا للقاءٍ وحوار، وذروا الخوف من المجهول ، تعالوا أيها الإخوة نرفع عنا الظلم، تعالوا نقتلع الريبة من الأعماق، تعالوا لندوس الخوف ولترتفع الأعناق ، فنحن قوم لا نخشى إلاّ الله جَلّ جلاله .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .