اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو.. قصة قرار إلغاء اللحمة في مصر لمدة شهر

لن تصدق ماذا فعل الرئيس السادات بالجزارين

الوكالة نيوز

قرار غاية في الغرابة قام السادات بإتخاذه عندما أرتفع سعر كيلو اللحوم في مصر ليصل إلي 3 جنيهات وحدثت أزمة تسببت في إرتفاع الأسعار.. فتابع هذا الفيديو الشيق لتعرف ماهو ذلك القرار الذي تسبب بإنخفاض أسعار اللحوم من جديد وكيف تعامل السادات مع جشع الجزارين في مصر.


في يوم 1 سبتمبر عام 1980 أستيقظ الرئيس الراحل محمد أنور السادات من نومه وهو في حالة عصبية شديدة وقام بإجراء مكالمة هاتفية مع نائب رئيس الوزراء في ذلك الوقت فؤاد محيي الدين وقال له بالحرف الواحد " أنا عاوز أقفل سماعة التليفون اللاقيك عندي أنت ووزير الداخلية نبوي إسماعيل ومعاكم وزير التموين أحمد نوح ".

قلق وتوتر


لم يمضي الكثير من الوقت قبل أن يمثل الثلاث مسؤولين بين يدي السادات وكانوا يشعرون بحالة من القلق والتوتر خاصة حينما لاحظوا ملامح السادات الغارقة في الغضب والتي يبدو عليها التجهم والعصبية المفرطة على عكس طبيعة الرئيس الراحل.

 

شرع المسؤولين في تحية السادات وهنا قاطعهم السادات بنبرة صوتة المميزة ووجه سؤاله إلي السيد فؤاد محيي الدين قائلا " كيلو اللحمة وصل في رمضان لكام يا فؤاد بك" ، رد فؤاد محيي الدين قائلا" شهر رمضان عدى عليه أسبوع ياريس وكان كيلو اللحمة فيه ٣ جنيه"، بدى السادات في حالة من الغضب الشديد وارتفع صوته وقال لهم " كويس والله وقبل شهر رمضان كان كيلو اللحمة بكام يا بهوات " ، فرد وزير التموين أحمد نوح قائلا" كان ب ٨٠ قرش زي ما حضرتك عارف لكن من كام يوم وصل إلي جنيه ".


أبتسم السادات وقال " والله عال يا نوح هي اللحمة كل شهر هتكون بسعر شكل ما تفهمني "، فقام وزير التموين بأنه يبذل قصارى جهده داخل الوزارة وأنه قام بوضع العديد من الحلول التي أخفقت جميعها حتى الأن فى حل الأزمة.

 

قاطعه السادات قائلا " إذا كانت اللحمة وصلت في رمضان ٣ جنيه يبقى في عيد الأضحى هتوصل لكام.. أنا مش هستنى لحد ما توصل خمسة جنيه.."، وبعدها أكد وزير التموين أحمد نوح قيام الجزارين برفع الأسعار بشكل فردي وعدم مقاطعة الناس لهذه الزيادة.

عقوبة صارمة


هنا أتخذ الرئيس الراحل محمد أنور السادات قراره المفاجى والصارم عندما أمر بعدم ذبح أي ماشية لمدة شهر كامل وتوقيع عقوبة صارمة على أي جزار تسول له نفسه كسر القرار والقيام بذبح المواشي من الأبقار أو العجول في غضون تلك الفترة.

 

عارض وزير التموين ذلك القرار بشدة وأكد حينها للسادات أن قيام الدولة بمنع ذبح المواشي سوف يتسبب بارتفاع جنوني مقابل في الدواجن والأسماك وحينها صمم السادات على قراره وخرج للتحدث الي جموع الشعب المصري ومواجهته بتفاصيل ذلك القرار وتأكيده على إنزال أشد عقوبه بأي جزار يتسبب في مخالفة القانون.

رقابة مكثفة

أكد الرئيس الراحل محمد أنور السادات حينها على وزير التموين أحمد نوح بضرورة تطبيق القانون بصورة صارمة على الجميع وأنه سيقوم بمحاسبته وعزله من منصبه حال معرفته بوجود أي خروقات خلال ذلك الشهر وأمره بضرورة قيام مفتشي التموين برقابة الجزارين بصورة مكثفة خلال هذه الفترة.

خرج بعدها السادات بالفعل وأعلن أمام الشعب منعه تماماً لذبح أي ماشية لمدة شهر حتى تنخفض الأسعار تماماً وقام بتحذير كافة الفنادق والمطاعم من تقديم اللحوم بكافة أنواعها حتى المجمدة منها وقام بتهديدهم بالحبس لمدة ٦ شهور في حال المخالفة والغرامة التي تصل إلي مائة جنيه.

 

وبالفعل لم ينتهي الشهر حتى عادت الأسعار مجدداً إلي الانخفاض حيث وصل سعر كيلو اللحم إلي 80 قرش بعد أن وصل إلى ثلاث جنيهات. رحم الله السادات واسكنه فسيح جناته.