تحقيقات وحوارات
الرواة «كهنة معابد » اعتنقوا الاسرائيليات عقيدة .. عبثوا في ثوابت الدين و انعزلوا عن الواقع | فيديو
علي الشرفاء الحمادي: زعامات دينية لوثت العقول بأفكار بالية ومفاهيم ضالة ومنعت التدبر في كلام الله «القرآن الكريم»
سيبقي العبث البشري برسالة الاسلام والبعد عن كلام الله وهجر قرآنه الكريم اس كل بلاء وتأخر وانهيار في القيم والاخلاق والمكانة التي كان ينبغي ان تكون عليها امة الاسلام ، سيبقي المسلمون بحاجة ماسة الي ضرورة العودة الي الخطاب الإلهي المنزل من السماء لفهم وتدبر حقيقة الرسالة المحمدية ومقاصدها الخيرة التي تبغي الخير والصلاح للناس جميعا بالاعتماد علي القرآن الكريم بوصفه النص الإلهي المقدس الذي لم يطاله تحريف ولم يمسه عبث بشري ، سيبقي القرآن إعجاز لا يضاهيه كلام انس ولا جان لقوله سبحانه وتعالي : " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " .. صدق الله العظيم .. نعم القرآن هو سبيلنا للخروج من الظلمات الي النور.
صوت العقل
وفي تلك الظلمة يلوح في الأفق ضوء قادم من بعيد صوت عقل يهز الوجدان ويناقش ثوابت جلمودية ويفند أحاديث وروايات بشرية عبثت في العقيدة وعطلت عقول الناس وزرعت في اذهانهم معتقدات خاطئة اندلع بسببها فتن وحروب واقتتال ونزيف للدم البرئ.
في تلك الأجواء يأتي مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي ليقدم مخزوناً فكري وسلسلة كتابات نحسب انها بدأت تشق طريقها وسط موروثات عتيقة تمكنت من العقل البشري دهور ودهور وبدات تزيل هالات التراب والعفن الفكري الذي أغرق الامة وسط امواج وعرة وبحور متلاطمة .
ومضات على الطريق
" ومضات علي الطريق " ، " المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الالهي " ، " رسالة الاسلام " ، " السنة النبوية في الايات القرآنية " ، " القرآن الكريم بين التنزيل والتضليل " ، تلك بعض من مؤلفات مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي سطرها وسطر غيرها الكثير والكثير من الكتابات التي تحمل في مضامينها مخزون فكري وعقائدي يطرق فيها علي باب الأمل الذي يحلم بـ اصلاح حال أمة تدهور بها الحال وغاب عنها الوعي وانحرف بها المسار الي وادي سحيق من الظلمات والغياهب .
نعم لقد تسبب هجر القرآن الكريم في تراجع الأمة وتخلفها عن ركب الحضارة الانسانية ، الذي وثب بخطوات مكوكية نحو التطور والتقدم والعلم بينما بقيت امة العرب والاسلام في مؤخرة الحياة تتخبطهم السبل ويتحكم في مصيرهم اعداء الاسلام .
انعدم لدينا التفكر والبحث واستجلاء حقائق الكون، عجزنا عن توظيف ما أنزله الله سبحانه وتعالي على الناس من نعم في خدمة الإنسان ومنفعته في الحياة الدنيا .
تصحيح المفاهيم الدينية
ويطرق علي الشرفاء الحمادي بيد من حديد علي مكامن الوجع الذي أصاب جسد الامة العربية والاسلامية غير مبال بما قد يواجهه من هجوم ونقد من هذا او ذاك مبيناً ان الخطاب الديني اكتظ بمفاهيم بالية عجزت العقول عن التحرر منها ، مفاهيم روج لها اولئك الذين يسمون انفسهم بِعلماءِ الدّينِ وشيوخ الإسلام الذين وضعوا حول أنفسهم هالة من التقديس والمكانةً الزائفة حتي باتوا أشبه بـ كهنة المعابد ، وأمسكوا بزمام رسالة الإسلام بأيديهم ووقفوا سدا منيعا أمام كلَّ مَن يحاول مخلصًا تصحيح المفاهيم الدينية وتقويم المصطلحات التي تناقلتها الزعامات الدينية على مدى أربعة عشر قرنًا .
وبدا هؤلاء الشيوخ وأصحاب اللحي يرون ان التدبّر في كتاب الله تجاوزًا على مكانتهم وقدسيتهم الزائفة بل اعتبروه تعديًا على معتقداتهم واحاديثهم التي تعلَّموها وحفظوها على مرِّ السنين ، ظنوا ان التدبر واعمال العقل والمنطق طعناً في رواياتهم المستحدثة والمستنبطة من إسرائيليات محبطة، لا تتفق مع العقل والمنطق بل وتصطدم مع الآيات الكريمة في القرآن المبين .
مقاصد الآيات لخير الإنسان
وهنا يتساءل الحمادي : لماذا لا يتدبّرون القرآن ويتعرفون على مقاصد الآيات لخير الإنسان ؟ لماذا لا يجتهدون في استنباطِ تَشريعاتٍ مِنْ آيات اللهِ لِخلقِهِ وهم يعلمون أنَّ التفكّر والتدبّر في القرآن فريضة إلهية على كلّ مسلم أن يستخدم عقلَه وفكرَه حتى يتبيّن له الحق من الباطل ولا يصبح إمّعةً يؤمن بما يُعرضُ عليه من مفاهيمَ باليةٍ أكل الدهر عليها وشرب .
لقد آمن الناسٌ بتلك المفاهيم البالية في عصور غارقة في الجهل والأمية حين اعتمدوا على ما جَاءَهُم مِن اجتهاداتٍ وفلسفات ومَفَاهيمَ مَضَتْ عليها القرونُ، وتتعارض مع حَركة التطَور الإنسانيِ، فالناسُ ليسوا مُلزمين بإتباع آراءِ ومفاهيمَ ضلتْ الطريقَ وأضلت منَ اتّبعها.
إنّ عقيدتَهم في إتباع الأقدمين ألجمت عقولَهم وأسَرتْ تفكيرهم من التدبر في كتاب الله الكريم، فانعزلوا عن الواقع الذي يعيشون فيه ، ولا سبيل لهمُ للتكيف مع متطلبات عصرهم وعقيدتهم.
التحرر من الأفكار البالية
نعم لقد عجزت عقول هؤلاء علي أن تتحرر من ماضي لوثته الأفكار البالية وترسبت في عقيدتهم مفاهيم ضالة منعتهم من التدبر فى كلام الله القرآن الكريم وآياته البينات ، وكلما تم دعوتهم إلى التفكر والتدبر في آيات الله ومقاصده السمحة التي تحمل خير وصلاح للإنسان كانت إجابتهم كما وصفهم الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم بقوله : " بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ " .. وقال تعالى ايضا : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا ألْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ " .. صدق الله العظيم .
واذا كان مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي يدعو الناس الي التفكر والتدبر مرتكنا الي ادلة وبراهين دامغة مستوحاة من آيات بينات في القرآن الكريم فعلينا ايضاً نحن أمة العرب والاسلام ان نتدبر وندير العقل والفكر والمنطق .. علينا ان نتسأل ونسمي الاشياء بمسمياتها .
فاذا كان رواة الاحاديث كالبخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه، لم يعايشوا الخلفاء الراشدين والكثير من خلفاء المسلمين ولم يولدوا حتى في الجزيرة العربية ، اذا كانوا كذلك فمن أين إذن جاؤوا بأحاديث الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ؟! ، وما مصادرهم ومراجعهم ؟ ، ومن شهودهم على كل حديث ؟ وأين وثائق النبي والصحابة التي خطوها بأياديهم ؟
هل يعقل ان تكون كتب البخاري ومسلم وغيرهم خالية من خطب الجمعة في عهد الرسول الكريم ؟ لماذا لم تسرد كتبهم التي حوت آلاف الأحاديث المنسوبة للنبي اي خطبة من خطب الجمعة ايام الرسول ؟ ، أين كتابات النبي ؟ ، وأين ما خطه وكتبه صحابة الرسول وآل البيت ؟ ، أين الحفظة من الصحابة والتابعين العرب ؟ ، هل عقد رجال الدين صفقات مع الخلفاء على حساب الدين ؟ ، هل العهد الأموي كان السبب في حجب تلك الأحاديث أو تزويرها ؟
تلف المخطوطات الأصلية للأحاديث والسيرة النبوية
من أتلف المخطوطات الأصلية للأحاديث والسيرة النبوية بدقتها وشهودها ؟ ، من له مصلحة بأن يستبعد القرآن ويستبدله بالأحاديث التي تقولت على النبي زوراً وزيفاً وجاءت بتحريم ما لم يحرمه الله في كتابه الكريم ؟
الا تعلمون ان الكثير والكثير من المخطوطات وآثار الحضارات الفرعونية واليونانية والسومرية والبابلية وغيرها من الحضارات المختلفة ما زالت قائمة حتي يومنا هذا رغم مرور آلاف السنين ؟ ، كيف فقدنا
فقدت أغلب وثائق عهد الرسول رغم أن عهده جاء بعد تلك العصور بفاصل زمني كبير ؟
هل هناك مؤامرات وسرقات وخيانات تمت على الدين نفسه من أهل الإسلام أنفسهم ؟ لماذا لم نقرأ أن أحدا من الروم أو التتار أو المغول أو الفرس قد غزا مكة أو المدينة واحتلهما في حين ان خلفاء مسلمين عرب دمروا الكعبة وقتلوا صحابة الرسول وتابعيهم ؟
دائرة ضيقة
والراصد لحركة التاريخ يوقن من الوهلة الأولي ان المخطوطات الأصلية للأحاديث النبوية اختفت وغير موجودة بما يضع كتب ومؤلفات البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه في موضع الشك والريبة التي تصل الي حد التزوير .
الامر الذي يدفع بنا الي ضرورة الخروج من تلك الدائرة الظلامية التي يحوم حولها شبهات التزوير وعدم الدقة في التوثيق والرجوع الي كلام الله القرآن الكريم الذي لم ولن يمسسه عبث البشر وتلك هي ركيزة مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي في دعوته التنويرية التي تستهدف العقل واعمال المنطق والتمسك بكتاب الله جل علاه المصان في اللوح المحفوظ .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .