تحقيقات وحوارات
تاريخ المؤامرة الكونية علي أمة العرب .. غيبونا وفرضوا علينا الوصاية | فيديو
علي الشرفاء ينسج الخيوط البالية ويعيد رسم صورة حقيقة لواقع زيفته الاكاذيب: هكذا زرعوا وطن لليهود في الجسد العربي
من يمتلك القوة يمتلك الحق ، تلك قاعدة كونية يتم التعامل بها في الحياة الدنيا منذ ان خلق الله آدم عليه السلام ، وإذا استرجعنا قراءة صفحات التاريخ سنجد أن من يمتلك القوة لديه القدرة علي ان يفرض الحق بغض النظر إن كان حقًا أم باطلًا ، وعلى كل صاحب حق تقصى بداية اي جريمة ترتكب بحقه كي يستطيع إعداد العدة ليستعيد ما سلب منه .
الخيوط البالية
تلك جوانب من كلمات دقيقة في مقال أدق لـ مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي يشخص فيه الواقع ويضع كثير من الأمور في نصابها دون لف أو دوران ، مقال ينسج فيه الحمادي الخيوط البالية ليعيد رسم صورة حقيقية لواقع زيفته الأكاذيب في أمة باتت غارقة في أوهام وذكريات لـ أمجاد ماضية ولت وسلفت .
وتحتل القضية الفلسطينية محوراً رئيسيا في مقال علي الشرفاء الحمادي بوصفها القضية الأبرز التي تشغل حيزاً من الاهتمام العام خلال تلك الآونة الحرجة اذ يسترجع الحمادي أوقات التأسيس الأولي وكيف تآمرت دول إستعمارية لزرع وطن لليهود في قلب الجسد العربي منذ ما يقارب قرن من الزمان .
كاشفاً عن تخطيط البدايات للاستيلاء على فلسطين حينما دعا رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل الدول الاستعمارية في ذلك الوقت : " بريطانيا ، و فرنسا ، وهولندا ، وبلجيكا ، وإسبانيا ، وإيطاليا " ، وعقدوا آنذاك مؤتمرًا في لندن بحجة حماية شريان التجارة العالمية، وتأمين قناة السويس التي تربط بين الشرق والغرب، وتحيطها الدول العربية من كل جانب .
وتطلب الأمر حينها وفق ما اتفقوا عليه خلق وطن غريب داخل قلب العالم العربي يقسمه بين مشرق ومغرب ليسهل عليهم تقليص نهضته، وإعاقة تطوره وتقدمه وحرمانه من استغلال ثرواته الطبيعية ، من بترول وغاز ومعادن .
دعم اليهود الصهاينة
إتفق المتآمرون آنذاك في مؤتمر لندن علي ان يتعاونوا لدعم اليهود الصهاينة، بكل الوسائل السياسية والعسكرية والمالية، حتى يتحقق ميلاد وطن قومي لليهود في قلب الأمة العربية، يمزق جسدها ويفرق شعوبها، ويخلق الفتن فيما بينها وينشأ الصراع والقتال لديها لكي تكون الدولة الإسرائيلية فى مأمن، وتستطيع أن تسلب أكبر قدر من الأراضي لتبني المستوطنات، وكان العرب وأصحاب الأرض الفلسطينيون وقتها مشغولون بأنفسهم ، حتي سلبت الأرض وضاع منهم الوطن في غفلة من الزمان .
ويجمع علي الشرفاء الحمادي في مقالة خيوط الجريمة كاملة وكيف تم تقسيم الوطن العربي بدءاً من اتفاق البريطانيون والفرنسيون على سيناريوا التقسيم و إعلان اتفاقية " سايكس بيكو " سنة 1916 م ، ثم تبعها وعد بلفور الذي اعلنه وزير خارجية بريطانيا سنة 1917 م والذي تضمّن إعلان تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين في الثاني من نوفمبر سنة 1917 , ثم قامت دولة إسرائيل في 14 مايو سنة 1948 م ، بعد انتهاء الانتداب البريطاني الذي ساهم ودعَّم وساعد قيام دولة إسرائيل منذ مؤتمر لندن سنة 1907 م .
عنق الحقيقة
وهنا يدق علي الشرفاء الحمادي خلال سطور مقاله فوق عنق الحقيقة ويبين كيف غيبت عقول أمة العرب وضاعت حقوقهم في ظل وصاية استعمارية على مستقبل بلاد غاب عنها ادراك حقيقة ما يحاك ضدها في الخفاء وانساقوا خلف وعود واهية من دول استعمارية باسترجاع حقوق الفلسطينيين في الوقت الذي يواصل فيه الإسرائيليون بناء المستوطنات ومد رقعة الاحتلال .
وتمر السنون والعرب يسعون خلف مفاوضات عبثية يلهثون وراء قرارت مجلس الأمن التي لن يرجي منها خيراً ، ولا ندري كيف لا يدرك العرب أن من يملي تلك القرارت علي مجلس الأمن هم ذاتهم أعضاء مؤتمر لندن الذي انعقد سنة 1907 م والذي استهدف إنشاء وطن قومي لليهود، ليبقي السؤال حائراً : كيف يصدق المسروق وعود السارق ؟
وهنا يتساءل الحمادي مستنكراً بل ومستغرباً : اليست تلك مأساة ؟! .. مأساة أمة ضاعت منها بوصلة متطلبات القوة والوحدة والتعاون والتخطيط للمستقبل في مواجهة أي إعتداء على الحقوق العربية .
قرارات لا تجد لها مكانًا من التنفيذ أو الاحترام
هل ننسي كيف ساهم الإنجليز في قيام الجامعة العربية ، ليشغلوا العرب بقرارات قمم عربية لا تجد لها مكانًا من التنفيذ أو الاحترام ؟! ، هل ننسي اتفاقية الدفاع المشترك التي وقَّعها القادة العرب سنة 1950 م تحت اسم " معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي " والتي باتت هي والعدم سواء ؟! ، هل تم تطبيق اي بند من بنودها رغم ما مر من عدوان وغزوات علي كثير من الدول العربية ؟ ، هل ننسي عدوان دول استعمارية تفتقد كل قيم الأخلاق ومبادئ حقوق الإنسان، حتي استباحت ودمرت أقطارًا عربية كالعراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا ؟ .
ويطرح مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي استفهام جديد بدا وكاننا نسمعه لأول مرة ، رغم اننا سبق وسمعناه الف مرة ومرة : لماذا لم ينفذ قرار مجلس الأمن رقم " 242 " ، الصادر في 22 نوفمبر 1967 والذي يقضي بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها قبل يونيو عام 1967 بما فيها أرض فلسطين؟! .. لماذا لم ينفذ القرار منذ ما يزيد عن 50 عامًا ؟
التلكؤ الأممي
ويسوق علي الشرفاء الحمادي إجابات صادمة لذاك التلكؤ الأممي الذي تسبب في سرقة أرض دولة عربية وإهدار حق شعبها في حياة آدمية تليق بانسانية بني البشر .
وجاء أول تلك الاسباب ان بعض الدول الرئيسيّة في مجلس الأمن متورطة في جريمة تأسيس دولة إسرائيل ومن مصلحتهم استمرارها واستمرار توسعها على حساب الأراضي الفلسطينية والحقوق العربية.
وثاني تلك الاسباب : استمرار النزاع بين الدول العربية ومشاركة بعضها في العدوان على أشقائها مع الأتراك وغيرهم من الدول الطامعة في الثروات العربية، فلم يجد أصحاب القرار في مجلس الأمن قوة عربية ضاغطة ولا إرادة يقينية تؤمن بالحق العربي ، رغم ما لدي أمة العرب من قدرات وإمكانيات تمكننا من فرض ضغوط تغير مسار اي قرارات إستعمارية او أطماع بربرية
ويستعيد علي الشرفاء الحمادي في مقاله مواقف وطنية مشرفة لقادة عظام سجلتها كتب التاريخ ، مواقف لا تنسي ولكنها لا تتكرر فلا الزمان هو الزمان ولا القادة هم القادة
فلا يمكن لأحد ان ينسي او يتغافل موقف دولة الإمارات أثناء حرب أكتوبر عام 1973 وما قرره سمو الشيخ زايد رحمه الله عندما أصدر إعلانه بقطع البترول عن أوروبا وأمريكا، وحذت حذوه دول عربية أخري حتي صدر قرار مجلس الأمن (٢٥٢).
ومثل تلك المواقف المشتركة قادها المرحوم " الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراه ، بعزيمة وشجاعة وإيمان بالله وبدعم الأشقاء.. بمثل تلك المواقف والقيادات التي تفتقدها أمتنا العربية اليوم، نستطيع إرغام كل الدول الغربية وأمريكا علي ان تحترم الحق العربي .. فلا حقوق للضعفاء بين اللصوص والأشقياء.
وبكلمات بدت عليها احاسيس الشجن والدموع والقهر علي حال امة تندثر يوما بعد يوم .. إذ يقول الحمادي في مقاله : اليوم ومع كل الحزن والمرارة التي تعصف بالإنسان العربي نجد بعض الدول العربية تشارك في العدوان والتدمير ضد الأشقاء العرب ، لتنهار أمامنا كل معاني الوفاء بالعهود والمواثيق العربية، ولا ندري هنا كيف سيحترمنا العالم ؟! ، وكيف سيقيم لنا وزنًا وقيمة ؟! .
.. فكل يوم تزاد وطأة الاحتلال ، وقساوة الاعتداء علي أرض العرب وثرواتهم ، ويستحوذ أباطرة الاستعمار علي كل الخيرات والثروات ينهبون كيفما شاءوا ويقسمون الأرض كيفما أرادوا .
لك الله يا أمة العرب