تحقيقات وحوارات
فيديو.. حين يهـزم جيـش المهـدي أكبر جيـوش العالم
معـركة النجف الكبرى التي تحول فيها الصدر إلى عفـريت لا يُرى
إنها المعركة التي فضحت القوة الأمريكية بعد انهزامها على الأرض فربما تكون أمريكا متفوقة جويا أما إذا وجهت دفة الحديث عن حرب الشوارع فالجندي الأمريكي لا يساوي.. ومعركة النجف الكبرى الدليل الدامغ على ذلك.. فتفاصيل المعركة لا تُصدق وشجاعة الشعب العراقي مشهودٌ بها في كل مكان.. معركة النجف الكبرى بين جيش المهدي وأقوى جيوش العالم تلك التي تحول فيها مقتدى الصدر إلى جني ترى آثار مروره لكن أبدا لن تراه يأتي إليك وهكذا فاجأ الجيش الأمريكي.. فإليكم تلك القصة العراقية المحفورة في حقل الجندي الأمريكي حتى يومنا هذا
بعد الغزو الأمريكي للعراق برز التيار الصدري كقوة اجتماعية وسياسية ودينية لها نفوذ قوي في الشارع العراقي حيث لا تخفي رفضها القاطع للوجود الأمريكي في العراق وتطالب بانسحاب كامل للقوات الاجنبية من البلاد.. وأعلن مقتدى الصدر في يوليو 2003 تأسيس جيش المهدي الذي انضم إلى صفوفه الآلاف من الشباب في مناطق وسط وجنوب العراق كما استمر لعدة أشهر وهو يحشد مناصريه حتى يخرجوا في تظاهرات سلمية ترفض الاحتلال الأمريكي للعراق وتشكيل الولايات المتحدة الامريكية لحكومة في العراق يرأسها الحاكم المدني الأمريكي بول بريمير وتطالب أيضا بانسحاب القوات الاجنبية.. لكن تلك المسيرات جوبهت في اغلب الاحيان بالقوة من جانب القوات الأمريكية مما حدى بالصدر بدعوة انصاره لحمل السلاح ضد القوات الأمريكية ..مؤكداً ان الاساليب السلمية لم تعد ناجعة وذلك على خلفية قيام قوات التحالف بفتح النار على المتظاهرين في مدينة النجف..
اغلاق صحيفة الحوزة الاسبوعية
بعد إصدار الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر قرارا باغلاق صحيفة الحوزة الاسبوعية التابعة للتيار الصدري بدعوى التحريض على مهاجمة قوات التحالف ونشر اخبار غير صحيحة خرج انصار الصدر باحتجاجات سلمية واسعة النطاق في بغداد ومدن أخرى كما ان تطويق منزل مقتدى الصدر واعتقال أحد مساعديه ادى إلى خروج تظاهرة حاشدة في مدينة النجف تطالب باطلاق سراح المعتقلين واعادة فتح صحيفة الحوزة وانسحاب القوات الأمريكية من العراق.. الا انها جوبهت أيضا باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين من قبل القوات الاسبانية والسلفادورية مما ادى إلى مقتل واصابة أكثر من 160 من المتظاهرين وعلى اثر ذلك هاجم عناصر جيش المهدي القوات الاسبانية المتمركزة في قاعدة الاندلس مما ادى إلى مقتل واصابة 13 عسكري سلفادوري واندلعت مواجهات مسلحة بشكل متزامن بين جيش المهدي وقوات التحالف في معظم مدن وسط وجنوب العراق وقد تركز القتال في مدينة النجف حيث أعلن الصدر اعتصامه في مسجد الكوفة الواقع شرق المدينة بعد اعلان القوات الأمريكية عن عزمها اعتقاله واعتباره خارجا عن القانون حيث تمركز عناصر جيش المهدي في محيط مسجد الكوفة ومرقد الامام علي بن ابي طالب وسيطروا على معظم مدينة النجف وواجهوا القوات الأمريكية التي اعلنت ان مهمتها ستكون قتل الصدر أو اعتقاله فيما أعلن الصدر انه مستعد للتضحية والفداء في سبيل «الشعب العراقي الصابر المجاهد» وتحرير بلاده من « الاحتلال الأمريكي» داعياً إلى استمرار القتال حتى لو تم قتله أو اعتقاله..
واكد خلال تواجده في العتبة العَلَوية وسط النجف على عدم السماح للقوات الأمريكية بالدخول إلى النجف والمقدسات الدينية فيما استمرت المواجهات المسلحة بين انصار الصدر وقوات التحالف في مدينة النجف والكوفة واستخدم عناصر جيش المهدي القذائف الصاروخية وقذائف الهاون لمهاجمة القوات الاسبانية كما اشتبكوا مع القوات الأمريكية في اطراف قضاء الكوفة ومحيط المدينة القديمة في النجف وهاجموا القوات الأمريكية التي تحشدت في منطقة بحر النجف شمال شرق المدينة في محاولة لاقتحامها واستمر القتال العنيف في اطراف المدينة القديمة في النجف وفي منطقة مقبرة وادي السلام واطراف مدينة الكوفة لما يقارب الشهر حيث أعلن الجيش الأمريكي في 27 من مايو ايقاف عملياته في النجف ضمن هدنة وافقت القوات الأمريكية بموجبها على الانسحاب من المدينة القديمة في النجف كما ان القوات الاسبانية كانت قد انسحبت من النجف اواخر شهر إبريل.. ووقفت على حدود المدينة ولم يستطع الجيش الأمريكي تحييد الصدر سواء بتصفيته أو اعتقاله..
مواجهات شرسة
وفي الثاني من أغسطس طوقت قطعات من الجيش الأمريكي منزل مقتدى الصدر في النجف وتبادلت اطلاق النار مع مقاتلي جيش المهدي في المكان وأدى لمقتل واصابة أربعة مدنيين وثلاثة من مقاتلي جيش المهدي وإثر ذلك التصعيد دارت مواجهات شرسة بين مقاتلي جيش المهدي وقوات المارينز الأمريكية التي حاولت اقتحام المدينة باستخدام الدبابات والطائرات المروحية، وفي يوم 6 أغسطس أُسقطت مروحية أمريكية وقتل واصيب 7 جنود في هجمات متفرقة بالقذائف الصاروخية في مقبرة وادي السلام وساحة ثورة العشرين وسط النجف وتدفق عناصر جيش المهدي من مختلف مدن العراق للمشاركة في القتال العنيف الذي دار في النجف.. وذلك بناء على دعوة الصدر لاستمرار المقامة وأنه سيقاتل حتى آخر نقطة في دمه مدافعا عن المدينة..
وفي 12 أغسطس فشلت عملية أمريكية لقتل الصدر أو اعتقاله حيث اقتحمت قوة من مشاة البحرية الأمريكية مدعومة بالطائرات منزل الصدر لكن العجيب انه كان خالياً وبالرغم من قصف محيط المنزل بقنابل طائرات اف-16 فقد ظهر الصدر من داخل مرقد الامام علي رضي الله عنه وسط المدينة ودعا لاستمرار القتال رغم اصابته بجروح وجدد الدعوة لخروج القوات الاجنبية من العراق قائلا «لا ديمقراطية مع الاحتلال»، واستمر القتال بين الطرفين في مقبرة وادي السلام واطراف المدينة القديمة في النجف واستخدمت الطائرات لقصف الفنادق والمقابر والمواقع الأخرى التي تحصن بها مقاتلو جيش المهدي جيث تعرضت المدينة لغارات جوية مكثفة اسفرت عن عن اضرار كبيرة في مرقد الامام علي وسقوط شظايا في باحة المرقد وسياجه الخارجي..
مسيرة حاشدة
وقبيل نهاية أغسطس بدأ الالاف من العراقيين للتوجه صوب مدينة النجف بعد محاصرة القوات الأمريكية لمقاتلي جيش المهدي في الصحن الحيدري وسط النجف حيث دعت المرجعية الدينية إلى مسيرة حاشدة تصل إلى النجف مع وصول المرجع علي السيستاني إلى العراق بعد رحلته العلاجية في لندن.. وفي 27 أغسطس تم اعلان هدنة بين الطرفين وايقاف اطلاق النار مع وصول السيستاني إلى النجف برفقة الالاف من المواطنين الشيعة من مختلف محافظات العراق وتم الاتفاق على انسحاب كامل للقوات الأمريكية من النجف والكوفة وتسليم الملف الامني فيها إلى الشرطة العراقية حيث أعلن مقتدى الصدر الموافقة على جميع الشروط التي وضعها السيستاني، وكانت التظاهرة التي دعت لها المرجعية قد تعرضت إلى اطلاق نار كثيف في طريقها إلى النجف حيث مات واصيب العشرات من المتظاهرين في النجف والكوفة والحلة والديوانية عندما فتحت القوات الأمريكية وقوات الحرس الوطني نيران اسلحتها نحو المتظاهرين كما تعرض مسجد الكوفة لقصف جوي..
تحييد الصدر
وفي يوم 28 تم تسليم مفاتيح الصحن الحيدري إلى ممثل المرجع السيستاني واعلن جيش المهدي انسحاب عناصره وايقاف اطلاق النار بشكل كامل فيما انسحبت القوات الأمريكية من النجف والكوفة بعد فشلها بتحييد الصدر وقتله أو اعتقاله.. بعدما تعهدت وتوعدت أمام العالم كله بتصفية الصدر أو اعتقاله.. لكن هان هذا الجيش الواهي أمام المقاومة الشعبية وحرب الشوارع..