اهم الاخبار
الإثنين 23 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو.. حمزة البسيوني حـرق المصاحف وعذب المعـتقلين فتحولت جمـجمته لمنفضة سجائر بعد موته

الوكالة نيوز

معظمنا قد شاهد هذا المشهد للفنان عبدالمنعم مدبولي في فيلم إحنا بتوع الأتوبيس حيث يسحبه أحد الحراس من طوق في رقبته ويُعامل معاملة الكلاب ويأمره السجان بتقليد نباح الكلب.. ربما يظن البعض أن هذا المشهد من محض خيال مؤلف الفيلم لكن على العكس تماما فهذا المشهد تم استلهامه من واقعة حقيقية أشد بؤسا..


 الكوميديا السوداء 

حيث كانت تزور إحدى الزوجات مع ابنتها زوجها السجين في السجن الحربي زمن جمال عبدالناصر.. فتفاجأت بزوجها وهو خارج يجره أحد الحراس بسلسلة وهو يمشي على أربع ويقلد نباح الكلاب.. أما عن مدير ذلك السجن الحربي والذي كان يطلق عليه السجناء اسم الأوبيرج كنوع من الكوميديا السوداء هو اللواء حمزة البسيوني صاحب أكبر جريمة تعذيب في التاريخ المصري الحديث.. وهذا الفيديو عن قصته وكيف كانت نهايته المأساوية وانتقام الله منه لدرجة أن جمجمته أعزكم الله تحولت لمنفضة سجائر..

حمزة البسيوني

حمزة البسيوني من مواليد 1922 ووالده كان قاضيا شرعيا وسطع نجم حمزة البسيوني بعد حادثة المنشية 1954 حيث كلف بإدارة السجن الحربي الذي كان معزولا في صحراء مدينة نصر في ذلك الوقت وكان حمزة أول من أدخل المدنيين إلى السجن الحربي.. وبعدها أطلق عليه عدة ألقاب مثل بعبع السجن الحربي والتي تدل كلها على مدى بشاعة الظلم والتعذيب الذي كان يتفنن فيه على السجناء.. حيث كانت تبدأ مراسم التعذيب بمجرد وصول السجناء للأوبيرج إذ كانت تستقبلهم ميمي وليلى وهما كلبان من كلاب حمزة البسيوني المدربة على التعذيب.. وكان لديه كلب شهير لاكي يخشى منه الضباط أنفسهم حيث كان يشبه الأسد لضخامته.. وبعد استقبال السجناء بتلك الطريقة يتم التعامل معهم في الزنازين من خلال العروسة الخشبية التي يقيد فيها السجين ويتم ضربه بالكرابيج السودانية المنقوعة في الزيت.. ومن أشهر تصرفات حمزة البسيوني التي يرويها الشيخ كشك أن أحد المساجين قال له ذات مرة "اتق الله" فرد عليه البسيوني رد الكفر قائلا : لو ربنا نفسه نزل هنا هسجنه في الزنزانة اللي جمبك وهقفل عليه" فلم يتطاول البسيوني على العباد فقط بل وصلت به الجرأة للتطاول على الذات الإلهية.. لذلك لن تتخيل كيف كان انتقام الله من هذا الشخص الظالم الجبار.. 

قصر صغير داخل السجن

ومن الحكايات التي يرويها مصطفى أمين في كتابه سنة أولى سجن.. أنه كان هناك أحد المهندسين المدنيين مسجونا ويتم تعذيبه فطلب منه حمزة البسيوني أن يقوم بتصميم قصر صغير داخل السجن ليعيش فيه وإن أعجبه التصميم سيأمر بوقف تعذيبه وبالفعل قام المهندس بتصميم البناء وقام المساجين ببناءه وكان المسجونون من المهندسين والأطباء والمثقفين يقومون بحمل الحجارة والرمال على أكتافهم لبناء قصر الباشا

حمزة البسيوني وانتقام السماء

في أحد المرات وبينما حمزة البسيوني كان في الأسكندرية حدث تمرد بين المساجين نتيجة التعذيب الشديد حتى تمكنوا من حجز الحراس أنفسهم داخل الزنازين واستولوا على بعض الأسلحة ولم يتمكن الحراس الذين كانوا في الخارج من السيطرة على العنابر.. فاتصلوا بالبسيوني فأعطاهم تعليماته بإطلاق النار في الهواء حتى يسيطروا على الوضع لكن الحراس ارتكبوا أخطاء وأردوا عدد من المساجين مما زاد من تعقيد الأمر حتى جاء حمزة البسيوني وأراد التفاوض معهم لكنهم طلبوا أن يتحدثوا إلى المشير عبدالحكيم عامر شخصيا فأخبرهم أن المشير في سوريا ولن يصل إلى مصر الآن فطلبوا أي واحد آخر من رؤساء الجيش فأتى إليهم اللواء علي عامر رئيس أركان الجيش وأخبرهم أن حضر بأمر من المشير وتفاوض معهم وكان الطلب الوحيد هو إبعاد حمزة البسيوني عن السجن الحربي..

ترقية حمزة البسيوني

ووصل الأمر إلى الرئيس جمال عبدالناصر شخصيا فأمر بترقية حمزة البسيوني لرتبة لواء ونقله لمكان آخر بعيدا عن السجون.. وهنا كان التصرف العجيب حيث قابل البسيوني عبدالناصر وطلب منه ألا يبعده عن السجن حتى لا ينتقم منه أعداء الثورة وبالطبع كان الرجل خائفا من انتقام ضحاياه الذين عذبهم من قبل وما كان من عبد الناصر إلا أن أعاده للسجن الحربي مرة أخرى..

تعذيب المعتقلين 

حتى حدثت النكسة عام 1967 وتخلص عبدالناصر من المشير عبدالحكيم عامر وأغلب قيادات الجيش وقيادات الثورة وتم حبس حمزة البسيوني بتهمة تعذيب المعتقلين السياسيين لمدة سنتين.. وأثناء تلك الفترة كان معه في السجن الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم الذي شهد على المعاملة الذليلة التي كان يعاملها المعتقلون لبعبع المعتقل حمزة البسيوني والذي أصبح الآن مجرد معتقل مثلهم.. وبعدما تولى السادات الحكم أمر بالإفراج عن كل المعتقلين وكان البسيوني من ضمنهم.. لكن نهايته لم تكن بتلك البساطة.. 
الميتة البشعة للبسيوني

منفضة سجائر

ففي يوم 19 نوفمبر عام 1971 اول ايام عيد الفطر المبارك.. كان حمزة البسيون وشقيقه في طريقهم من القاهرة إلى الأسكندرية وكان أخوهع يقود بسرعة عجيبة حتى اصطدموا بسيارة نقل محملة بأسيخ حديد الخرسانة والتي نفذت من زجاج السيارة واخترقت جسد حمزة البسيوني في أكثر من منطقة لدرجة أن كتف البسيوني فصل عن جسده.. لتنتهي حياة أحد الظالمين بالطريقة التي يستحقها.. حتى جسده لم يسلم من الانتقام بعد موته حيث يروي الباحث السياسي ثروت الخرباوي في أحد المقالات أنه كان في زيارة لأحد أصدقاءه من خريجي كلية الطب والذي وجده يدخن السجائر في شقته ويطفئها في نصف جمجمة.. فسأله ما الذي يفعله؟ فقال له هل تعلم جمجمة من هذه؟ إنها جمجمة حمزة البسيوني حيث اشتراها من حارس المدافن قبل تخرجه من كلية الطب.. فقسمه نصفين فجعل منها منفضة سجائر والنصف الآخر يضع فيه الماء في شرفة شقته للعصافير.. 
وفي النهاية.. هل ترى أن نهاية البسيوني كانت انتقاما من الله لدعوة المظلومين الذين عذبهم؟