تحقيقات وحوارات
فيديو.. عندما قال صدام حسين للفريق الشاذلي: الجيش العراقي ملك يديك.. فطلب سرب "الهوكر هنتر" بالاسم
لن تصدق ما فعله هذا السرب العراقي في حرب أكتوبر!؟
بدأت القصة عام 1972، عندما أتى نائب وزير الدفاع العراقي اللواء "عدنان عبد الجليل" إلى مصر وطلب مقابلة الفريق سعد الدين الشاذلي. ولما التقى به الشاذلي قال له عدنان: "أنا قادم إليك برسالة خاصة من "صدام حسين"، يقول لك فيها إنه ذاهب قريبًا إلى فرنسا ويريد منك أن تخبره بنوع وكمية الأسلحة التي تريدها، لكي يشتريها لكم باسم العراق".
كان صدام حسين وقتها هو الرجل الثاني في العراق، لكنه كان مُسيطرًا على كل مفاتيح السلطة بحيث يُعتبر الرجل الأول وكلمته هي النافذة. ولم يكتفِ صدام بشراء الأسلحة التي تحتاجها مصر، بل أودع في أحد البنوك بلندن ما يقرب من 19 مليون جنيه إسترليني باسم مصر، لكي تتصرف فيها مصر كيفما تشاء وتحصل على الأسلحة التي تريدها. وفي فبراير من عام 1973 جاء رئيس أركان حرب القوات المسلحة العراقية إلى مصر ليلقي نظرة على القوات المصرية ويرى ما تحتاج إليه، وذلك بعدما زار الفريق الشاذلي العراق وحدد ما يريده من قبل.
سرب "الهوكر هنتر"
بعد شهر واحد من ذلك وصل سرب الطيارات الأكثر الفاعلية في هذه الحرب؛ سرب "الهوكر هنتر" الذي أرعب العدو.
كان الجيش المصري مُعتادًا في تلك الفترة على الأسلحة الروسية ولم يكن مُعتادًا على التعامل مع الأسلحة الأوروبية، وكان سرب "الهوكر هنتر" العراقي مشهورًا بفاعليته العالية ودقة طائريه المُصنفين ضمن الأفضل على مستوى العالم.
استقر السرب المكون من 20 طيارًا بمطار قويسنا في المنوفية، في السادس من إبريل عام 1973. وفي اليوم التالي مباشرة بدأ الطيارون العراقيون في التدريبات لأخذ فكرة دقيقة عن منطقة قناة السويس، وكذلك للوصول إلى درجة عالية من الانسجام والتفاهم مع سلاح الدفاع الجوي المصري.
ساعة الصفر
استقرت القيادة المصرية على أن سرب "الهوكر هنتر" سيشترك في الضربة الجوية الأولى ب 16 طائرة، وحددوا 4 أهداف رئيسية للعدو في سيناء لاستهدافها. كان الطيارون العراقيون متحمسون بشدة لساعة الصفر التي ستحددها القيادة المصرية لهم. وفي يوم السادس من أكتوبر، تحديدًا في الساعة الثانية عشرة ظهرًا، تسلم قائد السرب العراقي ظرفًا مكتوبًا عليه: "لا يُفتح قبل الساعة الثانية ظهرًا". جهز قائد السرب قواته واستعد، وعندما جاءت الثانية ظهرًا فتح الظرف واكتشف أن هذه هي ساعة الصفر، ووجد أيضًا الأهداف التي تم تحديدها للسرب.
أهداف جديدة
حلق السرب عاليًا بالتزامن مع الطيران المصري في الثانية ظهرًا، والمدهش أن سرب "الهوكر هنتر" نفذ كل المهام الموكلة إليه ودمَّر كل الأهداف المحددة وعاد إلى مواقعه دون خسارة أي طائرة. كانت هذه هي البداية فقط، وفي يوم الثامن من أكتوبر تم تكليف 12 طائرة من السرب لقصف أهداف جديدة. نجح السرب في مهمته، لكنه لم يعد هذه المرة دون خسارة، إذ ضُربت إحدى طائرات السرب واستشهد الطيار المسؤول عنها هو ومساعده.
ثم في الحادي عشر من أكتوبر تم تكليف 4 طائرات من السرب بضرب مركز قيادة للعدو بسيناء، وتمت المهمة بنجاح، لكن إحدى الطائرات أصيبت هذه المرة دون خسارة في الأرواح. وكانت المهمة الأصعب بانتظار السرب عندما حدثت ثغرة "الدفرسوار"، إذ تم تكليف جزء من السرب بمهاجمة القوات الإسرائيلية تجاه الثغرة، وقد نجح السرب في ذلك.. مع إصابتين في طائرتين. وفي نفس اليوم تم تكليف الجزء الثاني من السرب بمهاجمة صواريخ هوك المدمرة التي يملكها العدو، وقد تمت هذه المهمة بدقة وفاعلية عالية، وتم تدمير الأهداف بالكامل بالإضافة إلى تدمير بعض الدبابات أيضًا.. ودون أي خسائر في الطائرات.
شجاعة السرب العراقي
ولإثبات الدور الكبير الذي لعبه سرب "هوكر هنتر" في حرب أكتوبر، فقد ذكر الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته الآتي: "إن شجاعة وفاعلية السرب العراقي" 66 هوكر هنتر" جعلت القوات البرية المصرية تطلب من القيادة تكليف السرب بالمزيد من المهام التي كانت تسبق أي عملية برية".
وتكفي هذه الشهادة وحدها من مهندس الحرب الفريق سعد الدين الشاذلي لكي تؤكد على الدور الكبير الذي لعبه هذا السرب العراقي في الحرب، والدور الأكبر الذي لعبته العراق ككل، والتي تُعد صاحبة أكبر مشاركة في هذه الحرب بعد مصر وسوريا.
فهل سمعت من قبل بالسرب 66 هوكر هنتر العراقي؟