منوعات والمرأة والطفل
محمد السمالوسي يكتب: فوبيا مواقع التواصل الاجتماعي
في عصرنا الحالي، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع تزايد استخدامها، برزت ظاهرة تعرف بـ "فوبيا مواقع التواصل الاجتماعي"، وهي حالة من القلق والخوف المفرط من استخدام هذه المنصات.
تعكس فوبيا مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من التحديات والضغوط التي يمكن أن تنشأ نتيجة الاستخدام المفرط لهذه المواقع.
فالتنافس الدائم على عدد الإعجابات والتعليقات، وضغوط الحياة الافتراضية الذهنية، يمكن أن يؤديان إلى مشاعر القلق والاكتئاب.
إحدى الجوانب الرئيسية لفوبيا مواقع التواصل هي الخوف من الحكم السلبي من قبل الآخرين.
يعيش الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة في حالة مستمرة من القلق حيال كيفية تقييم الناس لهم عبر المنصات الاجتماعية، مما يؤثر على تصورهم لذاتهم.
من الجوانب الأخرى، تنطوي فوبيا مواقع التواصل على الخوف من الاعتماد الشديد على هذه الوسائط للتواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى انعزال اجتماعي في العالم الحقيقي.
يصبح الفرد قابعًا في عالم افتراضي، متجاهلاً العلاقات والتفاعلات الحقيقية.
ما يجعل فوبيا مواقع التواصل تحديًا إضافيًا هو الضغط النفسي الناتج عن مقارنة الحياة الواقعية بالصورة المثالية التي يُظهرها الأفراد عبر منصات التواصل. تلك اللحظات المصطنعة من السعادة والنجاح يمكن أن تخلق شعورًا بالإحباط لدى الآخرين.
لتجاوز فوبيا مواقع التواصل، يجب تشجيع الأفراد على فهم أن ما يظهرونه عبر الشاشات ليس دائمًا صورة كاملة وحقيقية لحياتهم.
يتعين تعزيز الوعي بأن القيمة الحقيقية للفرد لا تعتمد على عدد الإعجابات أو المتابعين، بل على العلاقات والتفاعلات الحقيقية في الواقع.
