اهم الاخبار
السبت 25 يناير 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

أخبار عاجلة

د عبد الراضي رضوان يحذر من اقتتال ملوك الطوائف خلال ندوة رسالة السلام : خربوا الأوطان والديار | صور

علي الشرفاء حذر من فرق متدثرة بغطاء ما يُعرف ب الإسلام السياسي .. تستحل الدماء وتشعل الحروب والصراعات

د عبد الاراضي رضوان
د عبد الاراضي رضوان خلال ندوة رسالة السلام

قال الدكتور عبد الراضي رضوان عميد كلية دار العلوم الأسبق ان نظرية الدولة التي تضمنها التوجيه القرآني نظرية دقيقة متكاملة ، واضاف  خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة رسالة السلام حول " نظرية الدولة المدنية في مشروع المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي " ، ان النظرية تحدد الحقوق والواجبات على كل طرف من أطراف العقد الاجتماعي المنظم للدولة وهما :

الطرف الأول  : الرعية ( المواطنون ) الذين يمثلون أساس الدولة وهم أهم أسباب نجاح تلك الدولة إذا التزموا بقيمها وقاموا بأداء واجباتهم نحوها :

١. وظيفياً ، باتقان العمل والتفاني فيه لأجل التقدم والرفاهية بالاختراعات والإبداعات والإنجازات العلمية والمدنية والاقتصادية والحفاظ على ممتلكات الدولة والحفاظ على الآداب .

٢. سياسيا  ، بطاعة ولي الأمر اللازمة والمأمور بها في قوله تعالي  : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) .

٣. أخلاقيا  ، باجتناب كل اشكال الفساد  والإفساد في الأرض مالياً واجتماعيا وإنسانيا نزولا على الأمر الإلهي جوهر الصلاح والإصلاح الكفيل بنجاح الدولة المدنية : (  إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فالفساد والإفساد في الأرض قرين سقوط الدول والحضارات كما حدث مع الأمم  التي سقطت بفسادها الأخلاقي أو الاقتصادي في المعاملات بالغش والتدليس...الخ  ؛ لذلك جاء النهي القرآني الصارم عن الفساد من جانب المواطنين لأن الله يمقت الفساد والمفسدين  : ( وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ).

الطرف الثاني : الراعي (القيادة ) وهذه القيادة تمثل كل مستويات الإدارة ومجالاتها  في الدولة المدنية  ، وقد قعَّد القرآن لها قواعد وأصولا تشمل 
جانبين :

  • الجانب الأول : مقومات القيادة

وتشتمل على ثلاث مقومات أساسية لايقوم الحكم ولا تصلح القيادة إلا بها  ، وهي :
أولا : العدل 
وهو الإنصاف في الحكم والفصل بين الناس من حيث إعطاء الحقوق والإلزام بالواجبات  ،  وهذا القانون جاء الأمر القرآني به  عاما للجميع على كافة المستويات حكاما ومحكومين في قوله تعالي  (   إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ).

واضاف عميد كلية دار العلوم الأسبق ان الأمر جاء به تخصيصا في الحكم والقضاء بقوله تعالى  : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) ، وقوله تعالى : ( وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) .

ثانياً : الشورى 
وهي تبادل الرأي والمشورة وعدم الانفراد بالقرارات المصيرية في حياة المجتمع وشؤون البشر بما يكفل تحصيل المصالح ودرء المفاسد ، وقد جاء الأمر بهذا القانون عاما مثل العدل في كل شؤون الحياة .
إذ خصص القرآن للشورى سورة بأكملها ، كما جعل الله الشورى وَصْفاً لجماعة المؤمنين بالله الذين يشكلون المجتمع  :
(  وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ).
أما القائد وولي الأمر فقد جاء الأمر به خاصا في شؤون الحكم وإدارة الدولة  : (  فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ).

ثالثاً : المساواة 
وهي عامة دون أي تخصيص أو تمييز بين أفراد المجتمع على أساس من جنس أو عرق أو لون أو دين لأنها عماد نجاح الأمة واستتباب أمنها وتماسكها ونجاحها وتقدمها وازدهارها : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).

  • الجانب الثاني  : تأمين المواطنين وتحصين الأوطان.

١. تأمين المواطن
وهو أولى أوليات المهام الوظيفية للقائد أن يقوم بتأمين المقاصد والغايات الخمسة التي جاءت التشريعات الإلهية لحفظها وهي الدين والنفس والعقل والمال والأعراض فيكفل حرية الفرد في الاعتقاد و العمل والتفكير والتعبير للجميع على حد سواء دون تمييز بين الأفراد أو الجماعات أو المناطق.

٢. تحصين الوطن 
وذلك بوسيلتين :
أولاهما إنفاذ الأمر القرآني واجب التنفيذ بتحصين الوطن بإعداد كل وسائل القوة العلمية والاقتصادية والعسكرية اللازمة لفرض الاستقلال وحرية القرار وردع الأعداء. قال تعالى : (  وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ ).
الثانية : الاتحاد وعدم الافتراق ذلك الذي يتحقق بإنفاذ الأمر القرآني  : (  وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تهتدون ).
فهذا الأمر الإلهي بالاعتصام بحبله سيجنب المسلمين وقياداتهم الوقوع في مغبة شرور ما نهاهم الله عنه من التشرذم والتفرق الذي سينتهي بهم إلى الفشل حكاما ومحكومين  : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ).

وعلى الرغم كما يؤكد الأستاذ علي الشرفاء من وضوح التشريع الإلهي في التزام الوحدة والاتحاد واجتناب التنازع والاختلاف كي يمكن تحصين الوطن من الفشل وتأمين المواطن وحماية المقاصد والكليات التي جاءت التشريعات الإلهية لحفظها.

  • جماعات من التيارات المتأسلمة

واضاف عبد الراضي رضوان مؤكدا علي ان جماعات من التيارات المتأسلمة قد خرجت علينا كما يقول الأستاذ علي الشرفاء متدثرة بغطاء ما يُعرف ب ( الإسلام السياسي ) الذي لم ينزل الله به من سلطان ، فما هو إلا راية عُمِّية من رايات تجزئة الأوطان وتقسيمها وتشرذم المسلمين إلى فرق ومذاهب وتيارات وجماعات يكفر بعضها بعضا وتكفر مجتمعاتها وتستحل المعصوم من الدماء والأعراض والأموال وتشعل الحروب والصراعات والاقتتال والاحتراب بين المجتمعات والدول بما يجلب الخراب والشقاء ويذهب بالأمن والأمان والازدهار والرخاء .

  • اقتتال ملوك الطوائف

وشدد عبد الراضي رضوان علي ان ذلك مايشهد به واقعنا المأزوم من اقتتال ملوك الطوائف الجدد من تلك الفرق والجماعات الذين أضاع أسلافهم الأندلس وأضاعوا هم اليمن وسوريا وليبيا والعراق والسودان ، ولذلك استحقوا براءة الله ورسوله منهم ومن خيانتهم له وعصيانهم أمره بالاعتصام بحبله المتبن متحدين غير متنازعين أو متحاربين  ، فوقع عليهم عقابه وتحذيره وصدق فيهم وعيده : (   إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ).

  • المشروع الفكري والتنويري للحمادي

الجدير بالذكر ان مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير أطلقت أولى فعالياتها الثقافية والفكرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب وذلك بإقامة ندوة حول " نظرية الدولة المدنية " في المشروع الفكري والتنويري للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي والتي انعقدت بمؤسسة دار المعارف علي كورنيش النيل .

  • محاور بناء الدولة

ناقشت الندوة العديد من المحاور الهامة أبرزها : " مدنية الدولة .. واجبات المواطنين تجاه بناء الدولة وازدهارها .. أخلاقيات الفرد في الحفاظ على مقومات الدولة ومقدراتها ودوره في الإصلاح الاجتماعي والوظيفي اللازم .. قيم المساواة والمحبة والتراحم والعدل والإحسان التي تشكل أساس العلاقة بين القيادة والمواطنين، لأجل تعظيم التنمية والارتقاء بمستوى المعيشة .. ووسائل تربية النشء في الدولة لإرشادهم إلى خارطة طريق الأمن والاستقرار والسلام " .

  • رواد الفكر والثقافة والإعلام في مصر

وتحدث  خلال الندوة نخبة من رواد الفكر والثقافة والإعلام في مصر أبرزتهم " الدكتور عبد الراضي رضوان عميد كلية دار العلوم الأسبق ، والدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق  ، والدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية الأسبق، والدكتور حسن حماد العميد الأسبق لكلية الاداب جامعة الزقازيق ، الدكتور مصطفى النشار ، والباحث الأستاذ هشام النجار " ، وادار الندوة  الكاتب الصحفي محمد فتحي الشريف رئيس مركز العرب للدراسات والأبحاث ، وأشرف عليها ، اسامة إبراهيم رئيس مجلس ادارة مؤسسة رسالة السلام والكاتب الصحفي مجدي طنطاوي الامين العام ومدير تحرير جريدة الجمهورية .