بأقلامهم
كرم من الله يكتب: كم قيراط وجدت ياشيخ محمود؟..وسأنتظر الرد !!
تتزاحم حروفي مثل تزاحم قبيلة علي نبع ماء بارد بعد عطش أوصلهم للهلاك عندما فكرت في الكتابه عن فقيدنا الشيخ محمود الكبير ، " من الآخر " الشيخ محمود فقه الامر كله ، وفهم اللعبه من البداية ، واستوعب الدرس برمته ، الشيخ محمود الكبير التقوي والصلاح والإيمان بيقين ليس جديد عليه فهي وراثه كابر عن كابر.
العمق في فهم الدنيا
ليس غريباً عليه ولا يستفز قلمي ايمانه وورعه وتقواه لأكتب ، ولكن ما استفز كل مشاعري وجعل موته يحصل علي أعلي وقت ، شغل عقلي بعد رحيل أمي هي تلك الفراسه التي كان يمتلكها ، ذلك العمق في فهم الدنيا ، هذه القدرة الخارقه علي الهروب من الدنيا بأقل الخسائر وجبال من الحسنات ، ياشيخ محمود كل ما أتمناه أن اكون مثلك في احياء سنة اداء الواجب للناس الأحياء منهم والأموات .
جملة كنت القيها علي مسامعه فيضحك ويضع يده علي فمي ويردد استر عليااا استر عليااا ، ثم ابتسم واقول له : كم قيراط حصلت عليه اليوم ؟ ، فيبتسم ويترك كل الجلسة ، واقابله ثانيتاً فأقوم بطرح السؤال ولكن بشكل معاكس ، للأسف يا شيخ محمود لن استطيع رؤيتك يوم القيامة فتجحظ عيناه ويندهش ، ثم اردف واقول له : كيف أراك من القراريط التي حصلت عليها من حرصك علي تشييع جنازة من عرفت ومن لم تعرف .
فيضحك ويردد والله بحبك يا كرم ، فهم هو الأمر وجمع حصيلته " بدري بدري" سنه واحده حرص عليها فذهب الي قبره علي موج من البشر المخلص له ، لينام وسط جبال من الحسنات بفضل سنة واحده احياها وحرص عليها وبني بها سور حول قلبه النقي ، ورفع سلم الي جنته بني عتباته عتبة من الإختصار ، وعتبة من الإيمان ، وعتبة من النقاء ، وعتبة من الأخلاق ، وحاوط كل هذا بملايين القراريط مثل ملايين من الجبال مثل جبل أحد .
لن أحدثكم عن ذاكرتي الأولي معه فلن تكفي المساحة ولكن كل ما اريد أن أقوله : أني فقدت رجل احببنا في الله واحببناه فيه ، وانعي رجل فهم الآخرة واستخدم اقصر طريق للمرور اليها وهي طريق اداء الواجب والحرص عليه ، اللهم اغفر له واكتب له ما كل يحسن الظن فيك فيه ، ولا تحرمك من قراريطه التي جمعها حباً فيك وطمعاً في رحمتك .