اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

لن تبكي علينا السماء بعد اليوم .. ولا شئ يوحد العرب إلا " الألم والدموع " | فيديو

علي الشرفاء الحمادي يدق أجراس الخطر: صناع الاحتلال لن يساندو المقاوم .. هكذا ضاعت فلسطين وهكذا تعود

الوكالة نيوز

لن تبكي علينا السماء بعد اليوم .. وستظل الأمة غارقة في القاع .. ضاع منها رشدها وسقطت هيبتها وانهزمت ارادتها امام ثعالب الاعداء التي تمكنت من تمزيق أواصر وحدتها .

باتت الأمة أشبه بالخروف الذي يرحب بالذئب وهو يعلم انه سيأكله يومًا ما ؟ ، وللأسف باتت الوحدة الحقيقية القائمة بين العرب هي وحدة الألم والدموع .. عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءا يا وطني .

ولا ندري هنا لماذا لا يعلم قادة العرب انه : إذا اتحد أفراد القطيع نام الأسد جائعا ، فالمعجزات فقط صنيعة الرجال المتحدين.

أوجاع الأمة 

هكذا يفند ويشرح مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي أوجاع الأمة العربية في مقاله الذي يحمل عنوان " صناع الاحتلال لن يساندوا المقاوم .. هكذا ضاعت فلسطين وهكذا تعود " .

وبنظرة تحليلية لواقع مر تعيشة منطقتنا العربية ندرك سريعاً أن الأحداث الجارية مازالت ترسم واقعاً اليماً يعاني منه الإنسان العربي ..  واقعاً يئن فيه من ويلات الحرب ويرزح فيه تحت وطأة الاستعمار .. قتل وتشريد ونهب للثروات والخيرات في ارضنا وارض الأجداد .

تجاوزنا مرحلة الخطر علي الروح والمال والجسد وبتنا أمام مرحلة وجودية نكون فيها او لا نكون ، فما نواجهه الان هو حرب ابادة ووجود لأمة عربية سادت ثم بادت جراء انسياقها وراء عبث وفراغ واساطير دمرت فينا الحلم وقتلت بداخلنا الأمل .

كلمات علي الشرفاء في مقالة تحتاج الي من يصغي والي من ينصت ، تحتاج الي من يفكر ويتدبر ليستوعب حجم الخطر الجاسم وفداحة ما وصلت اليه الامة من تدهور واضمحلال جراء التفرق والتشرذم والبعد عن دين الاسلام وعن تعاليم القرآن الكريم الذي دعا الناس الي الوحدة والتعاضد .

وبدا لسان حال علي الشرفاء الحمادي وهو يدعو امة العرب الي الوحدة وكأنه يقول ما قاله احد الشعراء القدامي :

وما المرء إلا بإخوانه   *  كما تقبض الكف بالمعصم

ولا خير في الكف مقطوعة   * ولا خير في الساعد الأجذم


اذ يواصل علي الشرفاء الحمادي خلال مقاله التحليلي كشف جوانب وتاريخ المؤامرة الكونية  على الأمة العربية وانها ليست وليدة اليوم بل بدأ التخطيط لها منذ سنة ١٩٠٧م في مؤتمر لندن .

ورغم ذلك تغط الأمة في ثبات عميق وتصر بجهل علي ان تتعاون معهم ظنا بأنهم أصدقاء وحلفاء ولا ندري هنا كيف نصدق من كان سببًا في استعمار الوطن العربي ونهب ثرواته ؟

كيف نتوقع منه أن ينصفنا في استرجاع الحقوق المستباحة والتي كان أعضاء مجلس الأمن السبب الرئيسي فى ضياعها

فلندع الزمان والتاريخ يأخذ دورته إلى أن يأتي يوم تستيقظ فيه الأمة العربية وتدرك أنه لا بديل لوحدتها ولا طريق لمستقبلها وأمنها إلا بإيمانها بالمصير المشترك، وتنفيذ اتفاقيات الدفاع العربي لحماية الأمن القومي العربي من المحيط إلى الخليج.
 
ويوجه علي الشرفاء الحمادي نداء العقل الي قادة الامة وولاة أمورها اذي يقول :  اليوم أدعو أن تستيقظ عقول القادة كي يوحدوا صفوفهم ويتناسوا أضغانهم ويتقوا الله في شعوبهم ويطيعوا الله فيما أمرهم بقوله سبحانه وتعالي : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ " ، كما يحذرهم صاحب الملكوت في السموات والارض وينصحهم بقوله تعالي : " وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ " صدق الله العظيم .


كلمات جريئة

ويطرق الشرفاء الحمادي بكلمات جريئة علي ابواب الحق والمنطق داعيا قادة الامة بالتوقف عما يسمونه " مفاوضات " لانها باتت مجرد كلمات مطاطية تقتلع منا جذورنا وتسرق اعمارنا وأوطاننا .

يكفينا مفاوضات استمرت خمسين عامًا والنتيجة : لا شئ .. ضاعت منا الارض وانتهك فينا العرض وصارت امورنا ومصائرنا تسيرها اطماع المحتل وتتحكم فيها ذئاب استعمارية جائعة .

ولعل ما يحدث مع الأشقاء في مصر منذ 10 سنوات من مفاوضات واهية للاتفاق على ملء ما يسمونه بـ سد النهضة خير دليل .. مفاوضات لا تتوقف ولكنها تدور في حلقة مفرغة والقادة الإثيوبيون يبنون سدهم المنيع بلا توقف .

والسؤال الذي يدق الأعناق هنا :  لماذا ؟

والاجابة الصادحة للعيان : لأنهم مكلفون بمهمة تعطيش مصر وتجويعها وتعطيل نموها لحساب أصحاب كتاب أشعيا الذي قرر الانتقام من مصر بواسطة النيل، والإصحاح رقم ١٩ في سفر أشعيا يوضح المؤامرة منذ ألفي عام.

ويوجه الحمادي جرس إنذار قائلاً : انتبهوا أيها المصريون ولا تستمروا في مفاوضات تضييع الوقت، وأنتم تعلمون أهداف القادة في إثيوبيا ومن يقف خلفهم، وخطاب نتنياهو في البرلمان الإثيوبي دليل واضح على تنفيذ مخطط شرير. توقفوا عن الدوران في حلقات مفرغة ستتحول يومًا إلى حلقات مفزعة.


ويستعيد علي الشرفاء الحمادي في مقاله جوانب من التاريخ الذي يتكرر أمام أعيننا اذ يقول : لقد استطاع الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا هزيمة العثمانيين بعد سيطرته على ميناء الإسكندرونة ودخل ولاية أضنة وطرطوس في يونيه سنة ١٨٣٢م، وشجع ذلك الانتصار إبراهيم باشا فدخل بلاد الأناضول حتى وصل إلى مدينة (قونية)، ودارت معركة بينه وبين العثمانيين في قونية وانتصر عليهم في ٢٠/ ديسمبر/ ١٨٣٢م، وأسر قائد الجيش العثماني الصدر الأعظم محمد رشيد باشا، وانفتح الطريق أمامه للأستانة، وخشي العثمانيون سقوط العاصمة فاستنجدوا بالدول الأوروبية، وأرسلت روسيا أسطولًا بحريًا للدفاع عن الأستانة، وتدخلت فرنسا مع محمد علي باشا للوساطة، وتم الوصول إلى  (كوتاهية) في ٤/ مايو/ سنة ١٨٣٣م، تنازل الباب العالي بموجبها عن كامل بلاد الشام، وأقر لمحمد علي باشا بولاية مصر ووقفت الدول الأوروبية لمصلحة تركيا.

تشريد الملايين 

وما نراه اليوم تاريخ يتكرر؛ حينما يرى العالم اعتداءات أردوجان بتدمير سوريا وقتل شعبها وتشريده ونشر الخراب والدمار فيها بواسطة فرق الإرهاب من داعش والنصرة وغيرهم من المرتزقة.
 لا يتخذ العالم الغربي موقفًا أخلاقيًا يمنع الثور الهائج من استباحة سوريا وتشريد الملايين من شعبها ثم ينظر العالم كيف يقوم بغزو ليبيا، وينقل أكثر من خمسة عشر ألف مرتزق وإرهابي إلى طرابلس ليحتل فيها آبار النفط ونهب ثرواتها، ويرسل الأسلحة التدميرية والطائرات متتالية تحط في قاعدة الوطية دون أن تتحرك أوروبا لتوقف جنون الأتراك برغم تهديده بإرسال عشرات الآلاف من الإرهابيين للدول الأوروبية دون أن يجد ردًا حاسمًا لابتزاز اوروبا.. والاتحاد الأوروبي وأمريكا صامتون وكأنهم يعطونه الضوء الأخضر لاستباحة دولة العربية وهؤلاء العرب لا يستحقون ثروات أوطانهم.


ويفند مفكر العرب في مقاله جوانب الخطر الذي تواجهه الأمة العربية من خلال علامات استفهام توجع الضمير الحي .. حيث يقول : هل يخفي علي أحد تآمر الغرب وأمريكا على العالم العربي ؟! ، ألا يكتشف العاقل هذا السيناريو الشرير ؟ ، إن الأمة العربية تواجه خطر الوجود ، كيف تسمح بعض الدول العربية الغنية باستقبال الأتراك في أوطانها وإقامة قواعد على أراضيها ؟! ، كيف للخروف أن يرحب بالذئب وهو يومًا ما سيأكله ؟

توحيد الصفوف

 هل بلغ بالعرب الذل والمهانة وفقدان البصر والبصيرة مما يخطط لهم على أرض الواقع بالصورة والصوت والعمليات الإجرامية على الأرض العربية؟! ، ألم يحِن الوقت إزاء خطر الوجود أن يلتقي بعض القادة العرب في اجتماع طارئ بعيدًا عن الجامعة العربية، يناقشون فيه مستقبلهم وكيفية إعادة شقيقهم المتمرد إلى حض أمته العربية، لتوحيد الصفوف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ؟!

 ويختتم علي الشرفاء الحمادي مقالة بكلمات إنذار وتنبية لإيقاظ العقول الغافلة ؟ وإحياء الضمائر النائمة اذ يصرخ ويقول :  

الخطر قريب جدًا والضحية تسن لها السكين ويتم تجهيز المذابح والمسالخ لها ، هبّوا أيها القادة وسارعوا لتحافظوا على أوطانكم التي بدأت تسقط الواحد تلو الآخر فلن تبكي علينا السماء بعد ذلك؟ .

وسيعود الغريب يستعمرنا وينهب ثرواتنا والشيطان الصغير الجاثم في القدس بكل خبراته الشريرة وقدراته في السيطرة على مكامن القرار في أمريكا وأوروبا لن يترك العرب إلا وهم دويلات ممزقة وعبيد مرتزقة يأتمرون بأمر الأحبار، ويتم مطاردة الأحرار وتستباح ثرواتنا لصالح الأغيار، وبعدها يضيع مستقبل أمة كادت أن تتصدر دعوة الخير والسلام للعالم أجمع.

اللهم بلغت اللهم فأشهد