اهم الاخبار
السبت 21 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

السقوط في الفخ| العابثون ما زالوا يتجرأون علي شرع الله ومنهاجه.. أليس فينا رجل رشيد؟| فيديو

علي الشرفاء: الحق المهزوم مؤقتا اقوي من شر مُنتصر.. دعونا نُنْذِر انفسنا لنضال يحرر العقول وينقي النفوس

الوكالة نيوز

وما يزال لدينا خيار اليوم، إما إنقاذ الامة من موروثات بالية، واما السقوط في الفخ، والتعايش مع واقع مرير يفني قيم ومبادئ في أمة كانت ملئ السمع والبصر.

من بعيد ينادينا صوت العقل والمنطق: اغرسوا الأمل في النفوس، دعونا نبدأ ونُنْذِر انفسنا لنضال طويل، نضال يحرر العقول، وينقي النفوس ، ويحمي نصوص إلهية طغي عليها قول الزيف والزور.. لكن يبدو ان الآذان ما زالت غير صاغية.

أليس فينا رجل رشيد؟!

مريرُُ ذاك الواقع الذي نعيشه، الحق فيه مهزوم والعقل غائب، والظلم يفرض سطوته بكل جبروت وطغيان، والعابثون ما زالوا يتجرأون علي شرع الله ومنهاجه بكل فسق وفجور، اليس فينا رجل رشيد؟!. 

ويبدو ان مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي قرر الخروج إلي الناس، حاملا صوت العقل، ورافعا راية المنطق ، مستدلا بكلام الله وقرآنه الكريم ، يوعي الناس ويحرك فيهم نوازع الخير، مؤمنا بان " الحق المهزوم مؤقتا اقوي من شرٍٍ مُنتصر". 

من هنا بدت كتابات الحمادي ومقالاته تحمل "رسالة سلام" إلي أهل السلام، وتفجر ثورة القيم والمبادئ المنصوص عليها في الرسالة الالهية المقدسة، والمنزلة علي الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، رسالة شعارها لا اكراه في الدين، ومنهجها القرآن الكريم.

روايات نالت من آيات الذكر الحكيم

فما زال المسلمون يعتقدون في روايات نالت من آيات الذكر الحكيم، هكذا يقول علي الشرفاء في رسالته التنويرية، روايات جعلت المسلمين في الظلمات تائهون، وهنا يستغرب الحمادي متسائلاً: لا ادري كيف يلجأ الناس الي أقوال البشر وينسون أقوال خالق البشر؟!، لا ندري كيف يتخذونها حجة على كلام الله سبحانه وتعالي الذي يعلو فوق كل كلام؟!، وما نطق به رسول الله الأمين عن ربه يبلغ الناس بقول الله عز وجل: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَـٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِۦ نَفْسُهُۥ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ".. صدق الله العظيم. 

اذ يطالب الحمادي امة الإسلام بإعمال العقل وتذكر قول المولي سبحانه وتعالي في كتابه الكريم: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌۭ مِّنْهُمْ  فَـٰسِقُونَ" صدق الله العظيم.

تشريعات القرآن والمنهاج الإلهي

فالله سبحانه وتعالي يخاطب المؤمنين؛ ألم يحن الوقت لعقولهم أن ترجع إلى الله واليّ ما أنزله على رسوله الأمين من آيات الذكر الحكيم ليحكِّموها فيما شجر بينهم، وتكون آيات الله هي الحاكمة في كل خلاف يتعلق بالإسلام وتشريعات القرآن والمنهاج الإلهي الذي يضيء للناس الطريق المستقيم، فلا يضلوا ويتبعون باطل الشيطان الذي يشعل الفتن والخلاف بين المسلمين ليتطور إلى صراع وقتال وسفك لدماء الأبرياء، والمسلمون مازالوا يعتقدون في روايات نالت من آيات الذكر الحكيم وجعلتهم في الظلمات تائهون وفي يوم الحساب يسألهم ربهم بقوله عز وجل: "أَلَمْ تَكُنْ ءَايَـٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ/ قَالُوا۟ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًۭا ضَآلِّينَ/ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَـٰلِمُونَ/ قَالَ ٱخْسَـُٔوا۟ فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ " صدق الله العظيم.

أين غابت العقول؟!

ويوضح علي الشرفاء الحمادي بأن المكذبون بالآيات ومتبعي الروايات والذين آمنوا بكلام الناس واحتجوا بها فوق كلام الله والذين صدوا عن سبيل الله  وأغواهم الشيطان واستدرجهم .. هولاء سيقفون جميعاً امام الله في يوم عصيب يحل عليهم غضب الله ويلقيهم الله في نار السعير، خسروا الدنيا والآخرة فلن يجدوا لهم يوم الحساب عند الله نصير.

ويتوقف علي الشرفاء متسائلاً: أين غابت العقول ؟ وكيف استدرجت النفوس إلى الظلمات؟، وأين اختفى الفهم والإدراك؟ ولماذ اختلط الغث بالثمين؟ ولماذا اعوج الفهم وتخلخلت الموازين؟ 

حتى مفردات اللغة العربية شابها الغموض، واختلط النهار بالظلام حتى أصبح الإنسان لم يعد يفرق بين الحق والباطل.

وحينما يأمر الله الناس بقوله سبحانه وتعالي أمرا صريحاً وواضحاً لا لبس فيه ولا غموض ولا يحتمل غير تفسير واحد عندما قال عز وجل : " ٱتَّبِعُوا۟ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ ۗ قَلِيلًۭا مَّا تَذَكَّرُونَ " .. صدق الله العظيم .. فما هو مراد الله من هذا الأمر للناس غير أنه يأمرهم باتباع كتابه المبين الذي أنزله على رسوله الأمين وكلفه بتبليغ الناس بمقاصد آياته وحكمة مراده لما ينفع الناس في الدنيا والآخرة.

يستبدلون آيات الله بروايات بشرية

كيف لم يدرك العارفين بمفردات الكلمات العربية ودلالاتها التي تشع نورا وسرورا فإن كانوا يؤمنون بالله فمن المفترض أن يطيعوا أوامره وإن كانوا يعبدون إلهاً آخر فلن يطيعوا الله وسيفضِّلون على آيات الله روايات بشرية قصّر إدراكها عن فهم حكمة الله في مقاصد آياته، فهجروا القرآن وابتعدوا كثيرًا عن شرعة الله ومنهاجه التي تحصن الإنسان في حياته من المعاصي والذنوب وتحميه من الانسياق خلف الشيطان.

ويقول مفكر العرب علي الشرفاء انه الله في شرعته ومنهاجه يدعو الإنسان الي طريق الخير والصلاح لحمايته من الضرر الذي ترتب على إهماله بعدم التمسك بآيات الله، فالله سبحانه حينما أنزل كتابه على الرسول الأمين كانت حكمته أن يحقق للإنسان حياة طيبة في ظل الأمان والطمأنينة، وأن الآيات الكريمات تعتبر القول الفصل، إن كنا مسلمين، بالابتعاد كليًا عن كل رواية وكل ما يطلق عليه حديثًا زورًا وبهتانًا من قِبَل الرواة الكاذبين الذين يسعون في الأرض فسادًا لتنتشر الفتن بين المسلمين، ويقتلون بعضهم منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا وهم في نزاع وصراع وسفك لدماء الأبرياء.

متي يفيق المسلمون من غفوتهم؟!

ويتساءل الشرفاء: متي يفيق المسلمون من غفوتهم ويرجعون إلى ما ينفعهم ويرحمهم والذي يحرص على أمنهم وسعادتهم، هو الله الذي رسم لهم في الذكر الحكيم طريق الخير والسلام والحياة الطيبة؟!.. أليس ذلك الموقف الذي يبين جحود المسلمين لربهم ونكرانهم أوامره ونصائحه ورعايته لخلقه، يكرر النصيحة ويحذرهم من طريق الباطل و يعرفهم مسارات الخير والسبل التي تحميهم من النفوس الأمارة بالسوء وأتباع الشيطان؟!.

وكم حذر الله الإنسان من الشيطان في كثير من الآيات وبيّن للإنسان أهدافه لكي يأخذ الحذر، ولكن الشيطان استطاع بواسطة النفوس الضعيفة أن يخترق الحواجز، ويسوغ للنفوس طرق الشر، وما أكثر ضحايا الشيطان في السجون والذين ينتظرون أحكام الإعدام والهاربون من القضاء والذين يعيشون في بؤس وشقاء!، ألم يتخذ الإنسان تلك القضايا عبرة وما واجهه من حياة الضنك وعدم الطمأنينة ويرجع إلى الله الغفور الرحيم الودود اللطيف جل وعلا، الذي يمنح عبده إن سار على نهجه السكينة والطمأنينة والنعمة ليحيا حياة طيبة ولكن الإنسان جحود كفور بنعمة الله وفضله.

وَجَـٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ

ويواصل الشرفاء الحمادي مسيرته وكتاباته لتبصير العقول وكشف أقوال الزيف والزور وكم من الأغنياء نسوا الله فأنساهم أنفسهم وأخذ ما لديهم من ثروات وقصور حين لم يراعوا شرعة الله ومنهاجه في حياتهم واتباعها سلوكًا ومعاملة بين كل الناس، وترجمة كل ما أمر الله به الناس من الأخلاق السامية وقيم الفضيلة من رحمة وعدل ونشر السلام والتعامل بالإحسان بين الناس كما أمر الله رسوله الكريم في قوله سبحانه وتعالي: "ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَـٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ".. ثم يوجّه الله سبحانه رسوله بقوله تعالي : " وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَـَٔامَنَ مَن فِى ٱلْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا۟ مُؤْمِنِينَ".. وقال عز وجل في خطابه لرسوله الكريم : " وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ" .. صدق الله العظيم .

تجرّأ العابثون على شرع الله

وبالرغم من ان الآيات البينات التي منح الله بها الإنسان في كل مكان وزمان حرية الاعتقاد وحرية اختيار الدين الذي يتفق مع قناعاته وإيمانه، إضافة إلى توضيح الله لرسوله أن اعتناق دين الإسلام اختيارًا وطوعًا دون إكراه أو فرض اعتناق الإسلام بالقوة كما قال عز وجل : " لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " .. صدق الله العظيم. 

فكيف تجرّأ العابثون بالتحايل على شرعة الله للناس في منحهم حرية مطلقة في اعتناق الإسلام ديناً واستعد الإنسان ليتخذ آيات القرآن شرعة ومنهاجاً، ليصادق على عقد بينه وبين الله في الالتزام الكامل بتطبيق شرعته واتباع منهاجه في حياته، وأن لديه العزيمة في مواجهة النفس الأمارة بالسوء لترويضها في اتباع آيات الذكر الحكيم، وما يحققه ذلك للإنسان من تحصين عن المعاصي والذنوب ويجعل للإنسان حياة طيبة في الدنيا، وفي الآخرة وعده الله بجنات النعيم، فمتى يتحقق ذلك الوعد الإلهي حينما ينتصر لله في نفسه ويترجم كل خطوة في حياته و سلوكه وعلاقاته من الناس جميعاً مترجماً شرعة الله ومنهاجه قولا وعملا يمارسه في كل لحظة من حياته فمعنى أن ينتصر الإنسان لله، فإنه خالف الشيطان والهوى وتحكم في شهوات النفس وسيطر على إغواء الشيطان ولم يتبع ما يوسوس له من القيام بأعمال تتناقض مع التشريع الإلهي ومنهاجه .. اللهم بلغت اللهم فاشهد.