اهم الاخبار
الجمعة 22 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

مريم الكعبي تكتب: ديناصور الإعلام وغسيل السمعة

الوكالة نيوز

" الندم لا يقتصر على التصرفات الخاطئة ، فكثيراً ما نشعر بالندم على تصرفات صحيحة " ، وقد تمت استضافة أحد المشاهير بسبب تسريب فيديو دون أن يأتي الإعلامي على ذكر القضية طوال المقابلة بعدها بأيام تتم استضافة طرف قضية لفيديو أخذ ضجة وتم تسريبه هذه المرة كان الإعلامي فيها قاضي وجلاد وحكم  ‏على الشخص اسم الحالة " المهارة في التحول بين غسيل السمعه والاغتيال المعنوي " ، حينما رأيت مهارة الإعلامي في القفز بين غسيل السمعة وبين الاغتيال المعنوي تذكرت هذه المقولة ‏" إن وسائل الإعلام هي اليد اليمنى للفوضى ، وأن الحياد أسطورة ضحكوا بها على عقول الجماهير "  .

سلطة فاسدة

حينما تكون لديك علاقات واسعة ومتشعبة يستطيع الإعلام أن يغسل سمعتك مهما تلطخت يداك ، ومهما لاحقتك فضائح الفساد ، ومهما تورطت في أعمال قذرة ومهما ‏، وحينما تكون شخص عادي يستطيع الإعلام أن يجعلك محرقته وأن يغتالك معنوياً وأدبياً وينهي مسيرتك ليثبت هذا الإعلام بأنه صوت الناس ولو بالكذب ، هذه السلطة التي صنعها الإعلام لنفسه بحجة أنه صوت الناس أصبحت سلطة فاسدة يتحكم فيها ديناصورات مال تؤدي أدواراً مهمة بالتأكيد ولكنها سلطة لا تراجع أخطاءها ولا تعترف بما تدوسه تحت أقدامها وهي تحكم بالأهواء الشخصية وتترك خلفها ضحايا لا أحد يتحدث عنهم ، هم ضحايا اغتيال الإعلام لهم .

داء مجتمعات وأمّة 

الإعلام الذي يُحارب فساد الذوق العام هو ذاته الإعلام الذي يروّج لمفسدي الذوق الإعلام الذي يهاجم التعصب هو نفس الإعلام الذي يؤجج التعصب الإعلام الذي ينبه على عدم نشر الشائعات هو الإعلام نفسه الذي يلاحق ما يتبادله الناس عالواتساب من شائعات ويجعله مادته الأساسية ، إعلام اليوم أصبح يلهث خلف الإعلام الحديث أصبحت تابعاً لهذا الإعلام وكأنها الطريقة الوحيدة التي يدافع فيها عن وجوده بالرغم من أن هذا الإعلام هو نفسه الإعلام الذي يحارب التبعية ويتحدث عنها بوصفها داء مجتمعات وأمّة بأكملها .

غسيل السمعه

ما حدث مع الإعلامي الشهير والمخرج من مسرحية هزلية عنوانها غسيل السمعه ، حدث بنفس الطريقة مع عبدالله الشريف الذي كذب وتنفس الكذب للتغطية على سلوك شائن ووجد من أتباعه ومن الإعلام الذي يدعمه نفس المسرحيات من غسيل السمعة هكذا هم المتحزبون يرمون غيرهم بالحجر وبيوتهم من زجاج 

مثالية مغشوشة

وكيف لمن يبرر لنفسه الخطأ اغتيال الآخرين لأنهم أخطأوا ؟! ، لماذا ادعاء البطولات الزائفة والمثالية المغشوشة وارتداء ثوب الفضيلة تارة وثوب التقدميين الثائرين المخلصين لمجتمعاتهم تارة أخرى ؟! ، إذا كنّا جميعاً بشر وجميعنا معرض للوقوع في نفس الأخطاء ، والسؤال لماذا نصدق ونلهث خلف سراب البشر ونصنع تماثيل من عجوة ونقدس أفعال بشر مثلنا ؟!


كاتبة المقال: كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية.. صادر لها كتاب «آهات الصمت» عن دار الكتاب الجامعي.. وكتاب «حاول مرة اخري» عن دار همايل.. ورواية «امرأة تحترق» عن دار اوراق

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء