تحقيقات وحوارات
فيديو.. قصة الجاسوس الإسرائيلي الذي اقترب من حكم سوريا.. وفضح مؤامرته رأفت الهجان
الوكالة نيوز تكشف لماذا ما زالت تبحث إسـ ـرائـيل عن جثمانه حتى اليوم
نشأ إيلي كوهين في حي اليهود بالأسكندرية.. والتحق بجامعة الملك فاروق أو (جامعة الإسكندرية حالياً) إلا إنه توقف عن الدراسة قبل التخرج. ليلتحق بمنظمة الشباب اليهودي في مصر، وقام بتشجيع اليهود المقيمين في مصر على الهجرة إلى (إسرائيل)، وكان من ضمنهم عائلته التي سبقته إلى هناك في عام 1949.. في ذلك الوقت، كان إيلي كوهين قد بدأ يعمل في شبكة الجاسوس اليهودي جون دارلينج.. حيث نفذ تحت قيادته سلسلة من التفجيرات في المنشآت الامريكية، في كل من القاهرة والاسكندرية، بهدف إفساد العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، لكن تم القبض عليه للمرة الأولى، مع عدد من اعضاء الشبكة، في عام 1954.. إلا انه تمكن من اقناع المحققين المصريين ببراءته، فتم الإفراج عنه. ونجى من السجن في المرة الثانية في عام 1956، وذلك بعد أن تم القبض عليه بعد العدوان الثلاثي
هجرة إيلي كوهين إلى إسرائيل
هاجر إيلي كوهين إلى (إسرائيل) عام 1957، واستقر فيها.. في هذه الأثناء قرر الموساد تجنيده لمهمة تجسسية في دمشق، فباشروا في تدريبه بدايةً على اللهجة السورية، التي لم تكن صعبة عليه نظراً لإتقانه اللغة العربية، بالإضافة لإتقانه كل من العبرية والفرنسية بطلاقة أيضاً.. وبدأوا يساعدونه على بناء شخصية مزيفة، تحت اسم كامل أمين ثابت، رجل الأعمال السوري المسلم، كما تعلم القرآن وتعاليم الدين الإسلامي، من أجل إتقان دوره كمسلم، وحفظ أسماء جميع الشخصيات السورية البارزة آنذاك، من سياسيين، وعسكريين، ورجال أعمال.. وتم تدريب إيلي كوهين على استخدام اللاسلكي والحبر السري. وهكذا أصبح جاهزاً لمباشرة شخصيته الجديدة، ودوره التجسسي، وبعد كل هذا التدريب غادر ايلي كوهين (اسرائيل) عام 1961، إلى زيورخ التي كانت محطته الأولى، ومنها توجه إلى العاصمة التشيلية سانتياغو. ومن ثمَّ وصل أخيراً إلى بيونس آيريس في الأرجنتين، تحت اسم كامل أمين ثابت.. ثم ذهب إلى دمشق عام 1962، ولديه كل ما يلزم من معدات تجسس، ليبدأ على الفور مهمته الأساسية.. وأول خطوة له في دمشق، كانت تكوين شبكة علاقات واسعة مع كبار المسؤولين وضباط الجيش، وقيادات حزب البعث، وبعد انضمامه إلى حزب البعث، تحت اسم كامل أمين ثابت، تعرَّف على أعلى مستويات الدولة، مثل أمين الحافظ رئيس الجمهورية، وصلاح البيطار رئيس الوزراء.. وما لبثت أن بدأت المعلومات بالتدفق إلى الموساد. حيث زودهم كوهين بمعلومات حساسة جداً عن الأسلحة التي اشترتها سوريا من الاتحاد السوفيتي، كما زودهم بالفرق بين بعض أنواع الاسلحة، وحصل على قوائم بأسماء وتحركات عدد من أهم الضباط السوريين آنذاك. وقد وصل نفوذه إلى حد انه ذهب بصحبة أحد اصدقاءه السوريين، في جولة داخل التحصينات الدفاعية السورية على جبهة الجولان.. وتمكن خلال تلك الزيارة من تصوير جميع التحصينات السورية على الجبهة، باستخدام كاميرا مثبتة بساعة يده، كانت أحدث ما أنتجته أجهزة المخابرات في ذلك الوقت.. وزاد نفوذ شخصية إيلي كوهين أو كامل أمين ثابت، لدرجة أنه عُرِضَ عليه منصب رئيس الوزراء، وفي روايات أخرى أنه كان منصب وزير الدفاع، وهي مناصب على درجة عالية من الحساسية والخطورة.. كما كانت لديه فرص كبيرة لتولي منصب رئيس الدولة.. لكن من المدهش أن بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل آنذاك أصدر أوامره لإيلي كوهين والموساد برفض هذا المنصب! أما أخطر المعلومات التي سربها ايلي كوهين على الإطلاق، كانت الخطط الدفاعية السورية في مدينة القنيطرة.
كشف إيلي كوهين.
وفي عام 1965 تم اكتشاف إيلي كوهين.. حيث تم التقاط صور لبعض المسؤولين السوريين برفقة ايلي كوهين، خلال جولته على جبهة الجولان المحتل، ونشرت تلك الصور في الصحف.. لكن لسوء حظ كوهين وحسن حظنا نحن أن العميل المصري رفعت علي سليمان أو كما يسمى حركيا برأفت الهجان اطلع على الصحيفة.. وعندما رأى إيلي كوهين تعرف عليه حيث سجن معه رأفت الهجان في زنزانة واحدة عندما كانا الاثنان في الأسكندرية.. وفي ضوء التعاون المخابراتي بين مصر وسوريا، تم كشف إيلي كوهين.. بعد اعتقال كوهين، وبناء على مصادر إسرائيلية مقربة من الموساد، وصلت للموساد من ايلي كوهين رسالة فارغة، عرفوا من خلالها أنه واقع في ورطة، ثم تبعتها رسالة أخرى ساخرة تفيد بأن جاسوسهم أصبح بين يدي السلطات السورية، وفي 18 أيار من عام 1965، تم إعدام الجاسوس ايلي كوهين، المعروف باسم كامل أمين ثابت، علنا في ساحة المرجة بدمشق. وقد كان إعدامه وصورة جثته المعلقة في ساحة المرجة، ضربة صاعقة للموساد تعيرهم بفشلهم. خصوصاً انه وفي الفترة ذاتها تم القبض على جاسوس إسرائيلي آخر، من قبل السلطات المصرية وهو وولفنج لوتس، وكان ذلك نتيجة لإفراط كلا من جهاز الموساد وجواسيسه في الثقة بالنفس.. وحتى الآن فمكان قبره سري للغاية وكان ذلك مقصودا من السلطات السورية.