بأقلامهم
زينب الباز تكتب: سهير القلماوي.. ابنة طه حسين
هي علم من أعلام الحياة الثقافية والأدبية والعمل الاجتماعي في مصر، هي الأولى في كل شئ فهي أول أمراة تحصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه في الآداب من الجامعة المصرية في يونيو 1941 وتلا ذلك مباشرة حصولها على الجائزة الأولى في أول مسابقة للمجمع اللغوي المصري - مجمع اللغة العربية الآن، وأول أمراة تتدرج في سلك الكادر الجامعي بدرجة المدرس الأستاذ المساعد، كما عملت مذيعة لخدمة البث الإذاعي المصري، وأول مصرية تحصل على كرسى الأستاذية فى الجامعة المصرية عام 1956، وأول سيدة تولت رئاسة قسم اللغة العربية بكلية الآداب عام 1958، وأول سيدة تتولى رئاسة المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر والترجمة، التى عرفت فيما بعد باسم «هيئة الكِتاب» وكانت أول سيدة تحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1977، ويحسب لها أيضا أنها قامت بتأسيس أول معرض كتاب فى الشرق الأوسط (معرض القاهرة الدولى للكتاب) عام 1967 خلال سنوات عملها كرئيسة الهيئة العامة للكتاب من 1967 إلى 1971، وساهمت في النضال لأجل حقوق المرأة ليس فقط عبر عملها الأدبي ولكن أيضا عبر مشاركتها في مؤتمرات المرأة العربية حيث نادت بمساوة الحقوق.
نشأة المفكرة المصرية
الدكتورة سهير القلماوى، التي تعتبر من أهم الأعمدة الثقافية والأدبية فى مصر صاحبة عطاء مستمر حتى منذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى وفاتها فى 4 مايو 1997.
ولدت سهير القلماوي في ۲۰ يوليو ۱۹۱۱ بحي العباسية، وتلقت تعليمها في كلية البنات الأمريكية بالقاهرة وبالجامعة المصرية وجامعة السربون بباريس التحقت بالجامعة المصرية كواحدة من أوائل الطالبات اللاتي حققن حلم الالتحاق بالجامعة جنبا الى جنب مع زملائهم من الطلبة والتحقت بقسم اللغة العربية وتخرجت في مايو ۱۹۳۳ بتقدير، ممتاز، مما يمهد لها بالتفوق والتفاني في طلب العلم، وحصلت على درجة الماجستير في ابريل ۱۹۳۷ وكان موضوع الرسالة التي تقدمت بها للحصول على هذه الدرجة هو أدب الخوارج، ومرة أخرى أثبتت سهير القلماوي تميزها في البحث الأدبي مما لفت نظر أستاذها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي رأى فيها ابنته التي يتمناها وكان بالنسبة لها بمثابة العراب الأب الروحي فاهتم باعدادها لمواصلة البحث في مجال كان يعده جديدا في ذلك الوقت وهو الأدب الشعبي الذي أصبح الآن من التخصصات الهامة على المستوى العالمي، وبلغ اهتمام أستاذه بمواصلتها البحث في هذا المجال العمل على ارسالها الى الخارج اللافادة من أساليب البحث العلمي المتقدمة في فرنسا وانجلترا، وقبل ذلك كان قد جعلها مساعدة رئيس التحرير في مجلة جامعة القاهرة عام 1932، فأصبحت أول إمرأة برخصة الصحافة في مصر خلال فترة دراستها، وعندما أشترى مجلة الوادي جعلها مسئولة عن صفحة الأدب وذلك يضاف إلى سجل ريادتها، كما كتبت مقالات فى مجلتى «اللطائف المصورة» و«العروسة»، وبعد تخرجها كانت تكتب فى مجلتى «الهلال» و«الرسالة» وتنشر قصائدها فى مجلة «أبولو»، وكان لها حديث أسبوعى فى الإذاعة.
خاضت القلماوي حربا ضروس مع منصور فهمى باشا، عميد كلية الآداب وقتها، الذي كان على خلاف مع طه حسين، حيث انتقد ملابسها وكانت عبارة عن فستان بكم طويل تحت الركبة مع برنيطة على الرأس، وأصر على ارتدائها زى المدارس الثانوية فقامت بينهما مشادة وتطور النقاش إلى الحد الذى قالت له فيه إذا كان هناك قانون فى الجامعة ينص على ارتداء زى معين فافصلنى.. ولكن هذا لم يحدث، فكسبت المعركة بالضربة القاضية.
طريق سهير القلماوي لم يكن مفروشا بالورد لكنها تعودت على اجتياز التحديات واحدا تلو الآخر بصبر وجلد، موضوع رسالتها في الماجيستير عام 1937 حول «أدب الخوارج فى العصر الأموى» سبب لها العديد من الأزمات حيث كانت مصر وقتها تموج بالمظاهرات السياسية، والطلبة يخرجون فى تظاهرات بين وقت وآخر، لدرجة أن طلاب جامعة القاهرة وطلبة الأزهر تجمهروا أمام القاعة 78 بكلية الأداب لمنع مناقشة رسالتها فاضطر الأساتذة تهريبها إلى حجرة صغيرة لم تضم أكثر من 60 شخصًا لاستيفاء شرط العلانية، وامتحنت فى ذلك اليوم، ونالت درجة الماجستير رغم الضجيج خارج جدران الكلية.
ألف ليلة وليلة
وعندما اختارت موضوع رسالة الدكتوراة «ألف ليلة وليلة» حاول عميد الأدب العربي الذى يشرف على رسالتها أن يثنيها عنه لأنها تحتاج إلى جهد كبير فى أدوات البحث، والصبر والجلد إلا أنها أصرت وسافرت إلى فرنسا وانجلترا والتقت بالمستشرقين وزارت المكتبات وجمعت لنفسها من هذا كله قدرا صالحا وأتمت كتابها وقدمته إلى كلية الآداب، ودافعت أمام لجنة الامتحان عن رأيها وأسلوب البحث والمنهج الذى اتخذته حتى ميزت رسالتها تمييزا، قائلة اخترت ألف ليلة وليلة لأننى وجدت أن كل ما كتب عنها من أبحاث ودراسات بعد ترجمتها إلى معظم اللغات الأجنبية بعيدا كل البعد عن الأصل العربى للقصة، ومن هنا أردت دراستها من وجهة النظر العربية.
وليس أدل على قدرات سهير القلماوي العلمية والبحثية مما كتبه عميد الأدب في تقديهه لرسالتها للحصول على درجة الدكتوراه في الآداب عن ألف ليلة وليلة ذلك العمل الفن، بقوله : هذه رسالة بارعة من رسائل الدكتوراه التي ميزتها كلية الآداب في جامعة القاهرة وبراعتها تأتي من مؤلفتها أولا فهي السيدة سهير القلماوي وما أظن الناس في حاجة إلى أن تعرفي إليه سهير القلماوی فهي قد عرفت نفسها اليهم بأحاديت جدتي، وبما نشرت في الصحف من فصول وبما تحدثت اليهم به في الراديو من مختلف الحديث وإن كنا نحن أساتذتها قد عرفناها من قبل ذلك ومن وراء ذلك بجدها في الدرس ودقتها في البحث واتقانها للاستقصاء حين تعرض الموضوع من موضوعات العلم» .
والحق أنها لم تكد تظهر بإجازة الليسانس من كلية الآداب حتي أظهرت ميلا شديدا إلى الفراغ لدراسة الأدب الشعبي وحتي اضطررت أنا إلى أن أردها عن هذا الموضوع في تلك الأيام حتى تستكمل ما تحتاج اليه من أداة البحث ومن الصبر على ما بقتشفيه من جهد وما يستتبعه من مشقة وعناء، ولذلك وجهتها الى أدب الخوارج حين أرادت أن تعد رسالتها الدرجة الماجستير فلما ظفرت بهذه الدرجة ابيت الا أن تسافر الى أوروبا لتلتقي جماعة من المستشرقين الذين يعينون بهذه الدراسات فتستمع منهم وتتحدث إليهم وتستعين بهم على مهمتها الشاقة، ثم تأتي البراعة في هذه الرسالة في موضوعها نهر الف ليلة هذا الكتاب الذي خلب عقول الأجيال في الشرق والغرب قرونا طوالا والذي نظر الشرق اليه على انه متعة ولهو وتسلية ونظر الغرب اليه على أنه كذلك متعة ولهو وتسلية ولكن على انه بعد ذلك خليق أن يكون موضوعا صالحا للبحث المنتج والدرب الخصيب »، بهذه البلاغة ودقة التعبير وصدق القول حيا الدكتور طه حسين انجاز الدكتورة سهير في مجال بكر لم يسبقها اليه غيرها في الشرق حيا ابنة من بنات مصر اقتحمت الصعاب واجتهدت وبحثت وأثارت الاهتمام بأثر من الأثار الأدبية الخالدة.
الخيال والأحلام
قال عنها تلميذها جابر عصفور أستاذ الأدب العربي ووزير الثقافة الأسبق أن رسالتها عن ألف ليلة وليلة بداية عهد جديد من المعرفة، مرحلة جديدة من الوعي، الف ليلة وليلة، التي ارتبطت بغيمة الخيال وأحلام الطفولة تهبط إلى أرض العلم وتستقر في ساحة العلماء تصبح موضوعا للدرس تجذب اليها مئات الدارسين من بلاد الدنيا تكتب عنها مئات الدراسات بلغات العلوم الحديثة يسافر من أجل اتقان درسها الى جامعات العالم الجديد لأحكام المنه تصبح مجالا من مجالات دنيا غريبة تشغل العلماء والباحثين اسمها والأدب الشعبي، وتتألف حدائقها المهجورة المتنافرة في علاقات جديدة نتعرف معها على معنى النقد الاجتماعي - ودلالة الاتجاه الدینی ورمزية الشخوص ومستويات الحوار جنبا إلى جنب مذاهب القصاس في تصوير ما يصورون من الأغراض، وما ينكشف عن ذلك من مغزی في التاريخ الأدبي الذي يتصل بالحياة الشعبية.
وعن ريادة سهير القلماوي أكد نبدا منها ونعود اليها بوصفها الدائرة التي لولاها ما وجدنا العشرات من الكتب والمئات من الدراسات التي تتنافس كلها في جدة المنهج وتعدد المنظور والتي تشترك كلها في التواصل مع تقاليده خلاقة استهلتها أستاذتنا سهير القلماوی .
قالت عنها الدكتورة نوال السعداوي في كتابها قضايا المرأة والفكر والسياسة، في فصل الدكتورة سهير القلماوي كما عرفتها، كنت طفلة في المدرسة الابتدائية حين سمعت صوتها في الراديو، صوت قوي ممتلئ، يشبه صوت أم كلثوم، إلا أنها لا تغني، لكن تتحدث في الأدب والثقافة وتعليم المرأة.
وأكدت إن سهير القلماوي مثل طه حسين، أحد الأعمدة الثقافية والأدبية في بلادنا، يجب ألا تندثر أعمالها بوفاتها، فما أسهل أن تندثر الرائدات من النساء.
إن الرواد من الرجال أمثال طه حسين يجدون بعض الاهتمام من الحركة الثقافية والأدبية في بلادنا؛ فهي حركة يغلب عليها الرجال بحكم التاريخ والقوة السياسية، ولا تزال الحركة الثقافية النسائية هامشية، تغلب عليها الصراعات الحزبية، تميل إلى التضحية بقضية المرأة من أجل القضايا الأخرى؛ لهذا السبب اندثرت أعمال الكثيرات من الرائدات المصريات، في حياتهن وبعد موتهن.
أعمال سهير القلماوي
سهير القلماوي لها مؤلفات وكتابات تستحق الاهتمام، سواء اختلفنا معها أو اتفقنا، إنها جزء من التاريخ لا بد أن تعرفه الأجيال المتعاقبة.
نشرت بعض القصص القصيرة، وأول رواية طويلة «مذكرات طبيبة» ظهرت على حلقات في مجلة «روز اليوسف». في يوم دقَّ جرس التليفون في بيتي، جاءني الصوت القوي الممتلئ الذي سمعته في الراديو منذ عشرين عامًا:
أنا سهير القلماوي، قرأت روايتك في مجلة «روزا» وأعجبتني، واصلي الكتابة يا نوال …
كانت لحظة في حياتي لا أنساها، كان صوتها هو الوحيد بين النساء المعروفات حينئذٍ الذي جاءني، كلماتها شجعتني على الكتابة وملأتني بالأمل. كان أبي يقول دائمًا: «كلما ارتفع الإنسان تواضع.» كانت سهير القلماوي في قمتها الأدبية، وكنت أنا في أول حياتي، رفعتْ سماعة التليفون وكلمتني، لم تستغرق المكالمة إلا دقيقة أو نصف دقيقة، إلا أنها بقيت في ذاكرتي أربعين عامًا.
كانت سهير القلماوي صديقتي، وكنت أختلف معها في الرأي حول أمور كثيرة، إلا أن هذا الاختلاف هو أساس التطور والنمو والإبداع، وهو أساس الصداقات الإنسانية الأدبية القوية، هذه الصداقات تنشأ بين الأنداد ذوي الرأي، وليس بين الإمَّعات التابعين للآخرين. وكانت سهير القلماوي تحترم الرأي المخالف؛ لأنها كانت تحترم رأيها ونفسها. لم تتأرجح سهير القلماوي بين التيارات المسيطرة، حافظت على مبادئها، وإن دخلت في نزاع مع ذوي السلطة، ولم تكن مثل غيرها الذين عاشوا في كل العهود وتربعوا على عرش الثقافة والأدب والمرأة.
هل يمكن لوزارات الثقافة والتعليم والإعلام أن تبذل الجهود لتعريف الشباب والشابات في مصر بأعمال سهير القلماوي؟! لها كتاب بعنوان «أحاديث جدتي»، يمكن أن يدخل المدارس ويقرؤه الأطفال من الأولاد والبنات، ربما تتشجع البنات المصريات على مقاومة الردة الثقافية التي تفرض عليهن الاختفاء وراء الخمار أو جدران البيت والمطبخ.
لا يزال تاريخ سهير القلماوي وأعمالها مجهولة عند الأجيال الجديدة في بلادنا، أخشى أن تندثر تمامًا بوفاتها كما حدث لنساء غيرها؛ فالضربات لا تزال توجَّه إلى الحركة النسائية تحت أسماء ومسميات دينية أو سياسية، ولا يزال عدد المؤرِّخات من النساء قليلًا يُعَد على الأصابع، تنشغل معظمهن بالكتابة عن الرواد من الرجال.
فهل يمكن أن تتبنى الحركة النسائية المصرية مشروعًا جديدًا لإحياء تاريخ الرائدات المصريات، ومنهن الدكتور سهير القلماوي؟!، أرجو ذلك! لا بد!
من عجائب القدر أن سهير القلماوي كانت تعد نفسها أن تدرس الطب مثل والدها الجراح المشهور فهو أول طبيب مصري يجري عملية فتح بطن بدون بنج فتقول أنها تعلقت به لحد الالتصاق لأنه كان مشغولا فى مهنته كنت ألازمه أيضا فى عيادته بحجة مساعدته، وكانت عيادته الأصلية فى طنطا والفرعية فى القاهرة، وكان يوزع وقته هنا وهناك، وفى أواخر أيامه ولثقل المرض عليه كنت أساعده بجدية فى عيادته، وكنت أحقن المرضى وأقوم بعمل التحليلات وتنفيذ كل ما يطلبه منى، ومن هنا تعلقت بمهنتة الطب وأصبحت أمنيتى تنحصر فى البالطو الأبيض والسماعات والمشارط، وعقدت العزم بعد سنوات دراستى فى كلية الأمريكان بغمرة تقديم أوراقى إلى الجامعة لالتحاق بكلية الطب، حيث هناك سنة إعدادية بكلية العلوم مشتركة ما بين الطب والعلوم، لكن عميد العلوم الانجليزى غيّر مستقبلى برفضه قبولى، فعرضت عليه أن يعقد لى امتحان قبول إذا لم أحصل فيه على 90٪ فله رفضى لكنه أبى، فعرضت مقابل إلحاقى بالكلية الحصول كل عام على 90٪ وإلا يفصلنى حتى ولو كنت فى السنة النهائية لكنه رفض أيضاً، وحاول بعض المسئولين فى الجامعة بعدما لمسوا شدة رغبتى واستعدادى بالتدخل والرجاء لكنه هدد بالاستقالة، وانتهت جميع المحاولات ولم يكن أمامى إلا اللجوء إلى منزل طه حسين الذى قال لي: «سنقبلك فى كلية الآداب وفى قسم اللغة العربية وستجدين بغيتك فى التشريح فى شعر جرير والفرزدق».
هكذا ارتادت أديبتنا الرائدة جامعة القاهرة فى عام 1928، وهى لا تتقن العربية وحتى تتقن اللغة الأم، كما قال دكتور رشاد كامل فى مقاله (القلماوى : أول دكتوراه مصرية) حرص والدها الجراح صاحب أشهر عيادة على أن يقرأ معها القرآن الكريم وكتب التفاسير خاصة تفسير مختصر لمحمد فريد وجدي.
كما أحضر لها والدها عددا من المدرسين ليشرحوا لها كل ما يتعلق باللغة العربية من قواعد وبلاغة وأدب بالاضافة إلى أنها كانت قادرة على الاستفادة من مكتبة أبيها ذات الأعمال الشاسعة ومن كتاب مثل طه حسين ورفاعة الطهطاوى وابن إياس أسهموا فى موهبتها الأدبية بشكل كبير، حتى نجحت في تحقيق أرقام قياسية في مجالها فهي سبقت عصرها في كل شئ.
ومن أهم أعمالها الأدبية أحاديث جدتي الذي قدمته خلاله بعض ذكريات الطفولة وشغف الأطفال بالاستماع إلى أحاديث الجدة وتكشف عن حاسة ادبية واضحة ولغة ومقدرة على إثارة انتباه القاری، ألف ليلة وليلة 1943، والطبعتان الحديثتان الأولى بالهيئة المصرية العامة للكتاب2010، والثانية بالهيئة العامة لقصور الثقافة 2010 ضمن سلسلة ذاكرة الكتابة، أدب الخوارج 1945، والطبعة الحديثة بالهيئة المصرية العامة للكتاب 2010، في النقد الأدبي 1955، الشياطين تلهو 1964، ثم غربت الشمس 1965، المحاكاة في الأدب 1955، العالم بين دفتي كتاب 1985، الطبعة الحديثة بالهيئة المصرية العامة للكتاب 2010، ذكرى طه حسين 1974، دار المعارف، سلسلة اقرأ، عدد رقم 388، كما ترجمت العديد من الكتب والقصص منها: قصص صينية لبيرل بك، عزيزتي اللويتا، رسالة أبون لأفلاطون، وأيضًا عشر مسرحيات لشكسبير وأكثر من 20 كتابًا في مشروع الألف كتاب, ومن أبحاثها المرأة عند الطهطاوي، أزمة الشعر.
وتعد سهير القلماوی من رائدات كتابة القصة القصيرة ضمن يوسف الشاروني احدى قصص هذه المجموعة في كتابه الليلة الثانية بعد الألف كما ترجم محمود المنزلاوي قصة أخرى من نفس المجموعة تحت عنوان دادة كريمة مما يدل على اهتمام النقاد بانتاج سهير القلماوي في هذا النوع الأدبي الذي اخذ يزدهر في مصر في الستينات هذا إلى جانب العديد من القصص القصيرة التي نشرت في مجلات ولم تجمع .
علاوة على ما سبق كان لها السبق الأول في إنشاء مكتبة في صالة مسرح الأزبكية لبيع الكتب بنصف ثمنها، وأيضًا كانت الأولى في تقديم دراسة عن الأدب المصري المعاصر إلى التعليم الجامعي، كما أعطت الفرصة لأكثر من 60 أديبًا لتقديم مؤلفاتهم عندما قامت بإصدار سلاسل أدبية سُميت "مؤلفات جديدة"، ومن ناحية أخرى وضعت أسسًا للطرق الأكاديمية في تحليل الأدب والفن.
أنشأت وراست سهير القلماوي الاتحاد النسائي المصري كما راست الاتحاد النسائي العربی، وفي عام 1959 أصبحت رئيس رابطة خريجات جامعة المرأة العربية، وأصبحت لاحقًا رئيس الهيئة المصرية العامة للسينما والمسرح والموسيقى عام 1967، ورئيس مجتمع ثقافة الطفل عام 1968، وفي عام 1960 كانت رئيس المؤتمر الدولي للمرأة؛ وفي عام 1961 أصبحت رئيس أول اجتماع للفنون الشعبية، شكلت لجنة للإشراف على جامعة الفتيات الفلسطينيات للحديث عن اهتمامها بالقضية الفلسطينية وكان ذلك عام 1962، وفي عام 1967 أسست أول معرض كتاب في الشرق الأوسط -معرض القاهرة الدولي للكتاب- وخلال سنوات عمرها الأخيرة عملت كرئيس الهيئة العامة للكتاب من 1967 إلى 1971 وكرئيس هيئة الرقابة من 1982 إلى 1985، وشاركت في مؤتمرات المرأة الدولية في المكسيك وكوبنهاجن كما مثلت المرأة في العديد من المحافل القومية والمؤتمرات الدولية مثل المؤتمر الآسيوي الإفريقي في القاهرة 1957 وفي قبرص والجرائر وفي غانا ۱۹۹۰ وفي كوبا ۱۹۹۹ وفي الاحتفال بذکری طاغور الذي دعت اليه منظمة اليونسكو في ۱۹۹۲ في نيودلهي ممثلة لجامعة القاهرة.
شغلت سهير القلماوي العديد من المناصب أمينة التنظيم النسانی بالاتحاد الاشتراكي العربی ۱۹۷۰، أمينة المرأة بالحزب الوطني الديمقراطي، ۱۹۷۷ - 1984، انتخبت عضوا لمجلس الشعب عن دائرة المعادي وحلوان 1984-1979 .
تلقت القلماوي جوائز وتقديرات لعملها الأدبي والقيادة والمناصرة من بينها:
• جائزة مجمع اللغة العربية، لموضوع رسالة الدكتوراه عن (ألف ليلة وليلة)،عام 1954.
• جائزة الدولة التقديرية في أدب الشباب، وكانت أول إمرأة تحصل عليها عام 1955.
• جائزة الدولة التشجيعية لعام 1955.
• جائزة الدولة التقديرية في الآداب، تشاركتها مع د. شوقي ضيف عام 1963.
• جائزة ناصر، المهداة من الإتحاد السوفيتي السابق عام 1976.
• جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1977.
• ميدالية التقدير عام 1977.
• وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1978.
• وسام الإنجاز عام 1978.
• الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1987.
بالإضافة لذلك، كرمها معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1993 للقيام برئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفى عام 1955 كرمتها محافظة القاهرة في يوم المرأة.
وفي يوم 4 مايو 1997، غيب الموت الأديبة الرائدة الدكتورة سهير القلماوي التي أثرت الحياة الأدبية على مدار نحو نصف قرن عبرت من خلاله عن مشاكل وأزمات مجتمعها وكانت بمثابة امتداد لمسيرة عميد الأدب العربي طه حسين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• سهير القلماوي : الف ليلة وليلة
• جابر عصفور ؛ مفتتح فصول : ألف ليلة وليلة
• قضايا المرأة والفكر والسياسة ، نوال السعداوي
• مصريات رائدات مبدعات، نخبة من الكاتبات والباحثات