بأقلامهم
مريم الكعبي تكتب: المتناقضات الفاخرة .. وشركات تربح الملايين تحت أسم الوطنية
من التناقضات " الفاخرة " : أن أكثر من يصادر رأيك دعاة حرية الرأي ، أن ترمي حجراً وتتوقع من المصاب أن يهديك وردة ، أن تنتقد كل شيء وأنت لا تفعل شيئاً ، أن تبحث عن السعادة وأنت لا تعرف ما يُسْعدك ، أن تشعر بأن الدنيا تأخذ منك أنت وحدك كل شيء وأنها تعطي كل من حولك كل شيء ، من التناقضات الفاخرة أن تبحث عن تغيير كل ما حولك ولكنك ترفض تغيير نفسك .
بيع شعارات الوطنية
ومبادرة " الفطيم "في مشاريع الخمسين بإعلان شركته عن ثلاثة آلاف وظيفة للمواطنين ، ذكرتني برسالة الراحل الشيخ زايد لرجال الأعمال للمشاركة في خدمة المجتمع فخر هذا الوطن من ساروا ويسيرون على نهج الراحل المغفور له الشيخ زايد وينهلون من مدرسته ، ولكن للأسف الشديد يثبت البعض بأن قيمة الوطن بالنسبة لهم بمقدار ما يأخذون وليس ما يمنحون ، حققوا الأرباح الطائلة وما زالت علاقتهم بأوطانهم هي معادلة التكسب والربح وبيع شعارات الوطنية ليس إلا ، يسيرون على مبدأ هل من مزيد ؟ ، وهناك شركات وطنية بالاسم لا علاقة لها بخدمة مجتمع أو دعم مشاريع وطنية أو المشاركة في حلول لمشكلات مجتمعية أو المساهمة في توطين شركات ، تزايد على الوطنية في شعاراتها وفي إعلاناتها خدمة لصورتها وتسويقاً لأسهمها ، وبدون حياء تزيد أرباحها مع زيادة مزايداتها على الوطنية والوطن .
تغطية إعلامية من أجل الدعاية والإعلان
فهل يجب أن تصدر تشريعات وقوانين تجبر الشركات ورجال الأعمال على المشاركة الفعلية والإسهام المباشر في خدمة المجتمع وقضاياه وتحدياته ؟ ، ولقد سبق وتواصلت أثناء عملي في القطاع الحكومي مع بنك وطني من أجل دعم نشاط طلابي ، ولدهشتي كان الرد بأن المبالغ المرصودة لخدمة المجتمع تذهب إلى جهات تسوّق لهذا المصرف ولفعاليات تحظى بتغطية إعلامية من أجل الدعاية والإعلان ، وهذا الأمر ما زال مستمر وخدمة المجتمع مجرد واجهه للدعاية والإعلان ، وأذكر جيداً هذه الواجهه البراقة لبعض المؤسسات التي ترفع شعار الوطنية في كل مناسبة والتي اعتبرت تواصلي معها من أجل رعاية نشاط طلابي كان من قبيل الدهشة والاستغراب ، لأن رعايتهم تذهب إلى فعاليات هامة بمقاييسهم وهي الفعاليات التي تحقق لمثل تلك المؤسسات مكاسب ولا تخدم المجتمع وفئاته .
الهروب من العلاقات المؤذية
واخيراً : " عندما تنضج ستترك الجدال حتى وإن كنت متأكداً من رأيك ، فلم يعد لحكم الآخرين عليك معنى ، ستضحك على من عادوك وستتقن الهروب من العلاقات المؤذية ، سيقل الباقون في حياتك ويكثر العابرون ، ستحمي خصوصية حياتك لكي لا يفسدها فضول الناس " .
كاتبة المقال: كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية.. صادر لها كتاب «آهات الصمت» عن دار الكتاب الجامعي.. وكتاب «حاول مرة اخري» عن دار همايل.. ورواية «امرأة تحترق» عن دار اوراق