اهم الاخبار
الإثنين 04 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

مريم الكعبي تكتب: «باباراتزي» لتجميل قبح الفنانات.. ملاحقة رخيصة للمطلقات والعاريات

صحفيون مهمتهم كشف الفضائح ومتابعة فستان رانيا يوسف.. سقطت دول وتغير العالم ومازالت التفاهة مستمرة

مريم الكعبي
مريم الكعبي

تعريف الصحافة الفنية العربية هي وسيلة إعلامية ذات تمويل مادي تسعى خلف عمليات تجميل الفنانات والفاشينستات لإبراز دور المراكز ‏" الخلفية " في صنع النجومية يعمل بها مجموعة مختارة من " الباباراتزي " يسمونهم صحفيين مهمتهم الكشف عن الفضائح وملاحقة من تزوج ومن تطلّق ومن تعرّى ، لذا اوجه رسالة إلى الفضائيات العربية مفادها : وفروا الأموال التي تهدرونها على برامجكم الهابطة والسطحية المسماة برامج فنية تشبعنا من نجوم مضى عليكم عقدين من الزمن وأنتم تستضيفونهم .

وهنا أحيي المذيعة وفاء الكيلاني على استمرارها وثباتها في مهمة استضافة نفس النجوم منذ عشرين عاماً بنفس الأسئلة ونفس الأسلوب ونفس المضمون بتغيير اسم البرنامج وديكوره وتسريحة شعرها تغيرت أنظمة وسقطت دول وتغير العالم وملّت الشعوب العربية ووفاء الكيلاني وفريق عملها مستمرون وصامدون ، فالشعوب العربية تستحق جوائز أكثر شعوب الأرض الصابرة على تفاهة وسطحية الإعلام الفني  هذه الشعوب شاهدت راغب علامه وأحلام وكاظم الساهر ونجوى كرم ونوال الزغبي وأليسا وفيفي عبده وغيرهم في كل البرامج الفنية العربية التي تم إنتاجها منذ عشرين عاماً وما زالوا يستضيفونهم .. تخيّلوا  !! .

والسؤال  : كيف جددت الصحافة الفنية العربية جلدها ؟ .. والجواب : بصناعة إعلام السجادة الحمراء للمهرجانات وفيه تتكاتف الجهود لتعريف المشاهد العربي بقضايا هامه وحساسة منها على سبيل المثال مستوى الانحسار في فستان رانيا يوسف وعلاقة ذلك بالتغير المناخي وتأثيره على المزاج العام في الذائقة العربية ، والسؤال الاخر : كيف تعاملت الصحافة الفنية مع منافسة الإعلام الحديث ؟ .. والجواب : جهود مضنية ومكثفة وخارقة لملاحقة كل الحسابات الالكترونية للفنانين للتعرف على حقيقة ما يأكلونه‏ والكشف عمّن يشتمون وبكلماتهم من يقصدون وتحليل كيف يتنفسون ؟ ، لتقديم وجبة معرفية كاملة للجمهور العربي .

يا سادة : ‏" الكذب أسوأ عدو قد يحظى به أي إنسان مهما كانت الظروف ستجد الحقيقة أعز أصدقائك "  مقولة لـ ابراهام لينكولين ، والحس الأخلاقي هو ما يفرق بين الإنسان السوي وبين الشخصيات المختلة نفسياً ، والمختل نفسيّاً يفعل ما يريده في الوقت الذي يريده لأن لديه يقين مطلق أنه يمتلك الحق في فعل ذلك مهما تسبب بالأذى للآخرين .

اما اللا مبالاة والجرأة في القيام بسلوكيات خاطئة دون شعور بتأنيب ضمير أو خوف والكذب المستمر وعدم مراعاة شعور الآخرين هو اختلال نفسي والاختلال النفسي لا يؤذي صاحبه ولكنه يؤذي كل من يتعاملون معه والمختلون نفسياً وجدوا لهم اليوم سوقاً مزدهراً لممارسة ألاعيبهم في الخداع ، وهذا التلاعب بالعقول جحيم الكذب الإغراء والتحايل والقدرة العجيبة على خداع الآخرين هي أدوات المختلين نفسياً في غزوهم لحياة الآخرين وهم اليوم يحيطون بنا في كل مكان يستمدون قوتهم من تدميرنا .

ولا يمكنك أن تكتشف المختل نفسياً حتى تتعرض لصدمة ولخسائر فادحة تصيب جهازك العصبي والنفسي ، احذروا المختلين نفسياً لأنهم يحيطون بنا اليوم في صور مبهرة جداً وبراقة جداً ولامعة جداً ، باختصار .. نحن نعرف المجرمين من آثار جرائمهم وهنالك قوانين تحمينا منهم ولكن ليس هنالك قانون يحمينا من المختلين نفسياً بالرغم من خطورتهم وتأثيرهم السلبي وبالرغم من الأضرار البليغة التي يخلفونها في المجتمع وفي أفراد المجتمع .


كاتبة المقال: كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية.. صادر لها كتاب «آهات الصمت» عن دار الكتاب الجامعي.. وكتاب «حاول مرة اخري» عن دار همايل.. ورواية «امرأة تحترق» عن دار اوراق