بأقلامهم
مريم الكعبي تكتب: مرضي الشهرة يعيشون في ظل الآخرين.. طامعين في بعض الضوء
أصحاب المقاعد الأمامية أكثر من يسرقون جهود الآخرين.. اختلالهم النفسي جعلهم لصوصاً بدون عقاب
هل هو أمر عشوائي ذلك الانتقال الفجائي من استقطاب وتحريض الشباب والمراهقين العرب إلى التطرف والتشدد إلى دفعهم للانسلاخ من القيم الأخلاقية إلى درجة الانحلال والتمرد على كل المعايير والأنظمة وأشكال السلطة ؟! ، مجرد سؤال ! .
وهنالك ديباجة شهيرة يستخدمها البعض وأصبحت شائعة جداً إذا أراد الانتقاص منك أو الهجوم عليك وهي : من يعرفك ؟ أو أول مرة أسمع عنك وكأن الشهرة هي النعيم والثروة وكأن الشهرة أكبر عطاءات الحياة لا أجد أكثر من تلك الفئة استحقاقا للشفقة عقول معطلة تعيش الحياة وهي تتعلق بقشورها ، ومن يبحث عن الشهرة تجده دائماً في ظل الآخرين علّه يحظى ببعض الضوء ولو كانت ضريبة الضوء أن يغشاه الوهم ويعيش حياته تحت غطاء الانبهار ببريق زائف كبريق الفن أو الإعلام .
والشهرة بحد ذاتها ليست مطلباً وليست هدفاً إلّا لمن يعيشون عقدة النقص ويحاولون التغطية على شعور النقص باكتساب الشهرة ، فهنالك قتلة متسلسلين ذاع صيتهم وأصبحوا مشاهير واليوم أصبحت كل الطرق مفروشة للحمقى والسذج ليكونوا مشاهير فأي شهرة ! ، ما أكثر العبث حينما يكون الداخل خواء وكهوف مظلمة ، ولا يعيب البشر أن يكونوا عاديين فأغلب من يصنعون الأثر لم يسعوا لشهرة أو مجد ولكنهم صنعوه بإيمان وبتجرد من كل المكاسب الدنيوية وما أكثر من تركوا بصمة ورحلوا دون أن يعرفهم أحد .
للأسف أصبحت الشهرة رخيصة وسهلة ومتاحة والضريبة مدفوعة من جيوب المغفلين والسذج والحمقى المنبهرين بصورة مشاهير الإفلاس والسطحية والخواء الفكري وحتى الأخلاقي أحياناً للأسف ولقد اكتشفت مبكراً أن أصحاب المقاعد الأمامية الباحثين عن الشهرة والأضواء هم أكثر من يسرقون جهود وإنجازات الآخرين وأن اختلالهم النفسي وهوسهم بالكاميرات جعلهم لصوصاً بدون عقاب وأن من يصفقون لهم يشبهونهم وينتظرون الفرصة .
ربما هي فرصة لكي أكرر الشكر والحمد لأن الله عافاني
لست من مرضى الشهرة ولا الباحثين عن التقاط صورة
ولا التهافت على الكاميرا ولا المنافسة في منطقة ازدحام المهووسين ولا اعتبر من يحاول الانتقاص من قدري بأنني غير مشهورة أمراً سيئاً ولكنه نعمة فما أكثر من يكذبون أمام الأضواء .
يقول سقراط : " ينبغي للعالم أنْ يُخاطِب الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض " وما أكثر الجهل في عالم اليوم المفتوح على المعرفة ، ويقول باولو كويلو : " الجهل يُقاس بمقدار الشتائم التي يستخدمها الشخص عندما لا تكون لديه أي حجج للدّفاع عن نفسه " ، وبقياس هذا الرأي على عالم مواقع التواصل يتضح لنا ضحالة العقول وتفشي الجهل في مجتمعاتنا اليوم
أن تكون جاهلاً يعني أن تكون ميتاً وتزداد المأساة حينما تظن نفسك صاحب معرفة وأنت جاهل فأنت بذلك تكون خطراً على نفسك وعلى مجتمعك .
كاتبة المقال: كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية.. صادر لها كتاب «آهات الصمت» عن دار الكتاب الجامعي.. وكتاب «حاول مرة اخري» عن دار همايل.. ورواية «امرأة تحترق» عن دار اوراق