بأقلامهم
تركي الحمد يكتب: لم يعد الكتاب سلعة خطيرة في بلادي
كان معرض القاهرة هو أول معرض كتاب أزوره ، بعد عودتي من أميركا في الثمانينيات من القرن الماضي ، وكانت المشتريات " بالكراتين " من الكتب ، بعد مصادرة مكتبتي بالكامل بعد وصولوها من اميركا ، وكان معظمها بالانجليزية ، فقد كان الكتاب مخيفاً انذاك ، وكانت المشكلة في كيفية إدخال تلك الكتب إلى المملكة .
فكنت أدخلها بإعداد قليلة كلما سنحت الفرصة ، سواء بنفسي أو مع الأصدقاء والأقارب والمعارف القادمين من مصر ، وخلال تلك الفترة ، والى عهد قريب ، كانت تقام معارض للكتاب في الرياض ، ولكنها كانت ذات عناوين قليلة ، معظمها تراثية المضمون وكتب طبخ واطفال ، مع سطوة الصحوة وأهلها ، فلم أستفد منها كثيراً .
أوكسجين الانفتاح
اليوم ، لم يعد الكتاب سلعة خطرة ، وها هو معرض الكتاب في الرياض يفتح أبوابه لكل التيارات الفكرية وصنوف المعرفة ، ومن ضمنها التراثية والتقليدية ، ولكن دون وصاية تلك الأيام نعم ، لقد تغيرنا كثيراً خلال سنوات معدودة إلى الأفضل ، وبدأنا نتنفس هواء نقيا مشبع بأوكسجين الانفتاح في كل المجالات .
وفي النهاية تبقي كلمة : عندما ييأس الإنسان من المستقبل ، أو حتى يفقد الأمل فيه ، فإنه يلجأ لا شعوريا إلى " اجترار " الماضي بكل تفاصيله الدقيقة ، أي إعادة مضغه المرة تلو المرة ، أو اختلاق قضايا من سفاسف الأمور ، وذلك كتعويض يعيد إليه بعض التوازن النفسي ، يصدق ذلك على الأفراد والشعوب والمجتمعات على حد سواء .