اهم الاخبار
الإثنين 04 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

مريم الكعبي تكتب: انتهي عصر"السلطة الرابعة" بظهور الاعلام الحديث على ملايين الهواتف الذكية

مريم الكعبي
مريم الكعبي

‏" اختر الصمت كفضيلة لأنك بفضله تسمع أخطاء الآخرين وتتجنب أن تقع فيها "، واحسبوا لتعرفوا حجم الخسائر، كم من انفلات تغطى بالحرية الشخصية، وكم من إسفاف سمى نفسه حريه، وكم من إساءة عنونها أصحابها بحرية التعبير، وكم من ابتذال تم تصنيفه في باب الحريات، وكم من عري أصبح موضة وحرية اختيار ملابس من الممكن الهروب من الحقيقة ولكن لا يمكن الهروب بها، ‏" الجبل لا يحتاج إلى جبل لكن الإنسان يحتاج إلى الإنسان “. 

فهل تعتقد أو تعتقدين أن مواقع التواصل كعالم افتراضي يعبّر عن الواقع وإلى أية درجة؟، ففي العالم الافتراضي هنالك عداوات وهنالك تطبيق لمنهجية بث كراهية وفتن وهنالك توظيف للرأي العام وتوجيه له دون معرفة الدوافع ومن يقف خلف لعبة الفتنة هنالك جانب خفي يتعاطى معه المتلقي دون أن يشعر بأنه يستقبل ما يوجه سلوكه ويحدد توجهاته ويغير قناعاته. 

والإعلام التقليدي كان وما زال ذو سلطة وتأثير على العقل الجمعي ، إعلام مواقع التواصل يمتلك نفس التأثير ولكن عبر ملايين الحسابات ، تخيل معي أن كل من يمتلك حساباً الكترونياً في تطبيق من تطبيقات التواصل هو مؤسسة إعلامية يصنع محتوى ويبث رسائل ويؤثر ، مع اختلاف حجم التأثير بحسب المتابعة ، ففي العالم الافتراضي أنت لا تعرف صاحب الحساب أنت تسلّم وقتك وعقلك طواعية للآخر الذي قد يدفع بك في تيارات مخيفة من التجاذبات نحن في عالمٍ تحكمه المصالح والبشر ضحية صراع هذه المصالح ومن المؤسف أن البشر لا يتغيرون ولا يتعلمون من التجارب سوى حقيقة وحيده هي أنهم لا يتعلمون . 

‏لا تستطيع أن تفهم وأنت مسيّر وواقع تحت تأثير آلاف الرسائل اليومية التي تصلك عبر مئات الحسابات من تطبيقات أصبحت مصدراً يغذي عقلك ويكون وجدانك ويصيغ عواطفك ويوجه سلوكك ويتلاعب بمشاعرك الكل وأقول الكل الا استثناءات محدودة هم الذين يبحثون عن مصلحة الآخرين بتجرد دون مصالح شخصية ، فهل تتذكرون مقولة أن الإعلام هو السلطة الرابعة بسبب دوره في تشكيل الرأي، وتوجيهه، وتمثيل الشعوب ، وكيف تم استغلال تلك الحقيقة في التحكم في الإعلام الذي أُصيب بداء الفساد وسيطرة رؤوس الأموال والتحكم في السياسات ظهور الإعلام الحديث أدّى لسلطة في يد ملايين من ملاك الهواتف الذكية! . 

‏وفي رأيي ليس هنالك عقلاً بشرياً وعاطفة إنسانية قادرة على صد هذا الطوفان الهادر من الرسائل اليومية المحملة بكل أصناف التزييف والترهيب والتسطيح والتوجيه والتأثير والابتزاز والمغلفة بكل أنواع الطائفية والمذهبية والفتنة والكراهية والإسفاف.